توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيطاليا.. لا تبكى!

  مصر اليوم -

إيطاليا لا تبكى

بقلم : محمد آمين

هل تتغير موازين القوى فى العالم بعد كورونا؟.. توقع كثيرون أن يكون العالم بعد كورونا غيره قبل كورونا.. فهذه أكبر محنة تواجه العالم وتختبر العدو من الصديق.. من يقف معك ومن يقف ضدك ومن يتفرج عليك.. الاتحاد الأوروبى مثلاً مرشح للتفكك بعد كورونا.. فليست بريطانيا وحدها التى يمكن أن تخرج من الاتحاد الأوروبى.. إيطاليا بعد عزلها قد تخرج بكل رضا.. وضع تحت «قد» ألف خط!

فقد شعرت إيطاليا أنهم تركوها للفيروس وتفرجوا عليها.. وعبرت رسائل مهمة عن هذا الشعور الجمعى العام عنوانها «شكراً على تخليكم عنا!».. وهناك فيلم وثائقى أيضاً يعبر عن تيار عام فى إيطاليا، يكشف عن صدمة الإيطاليين.. ففى الوقت الذى قال فيه رئيس الوزراء إن الوباء خرج عن السيطرة و«انتهت حلول الأرض وبقيت حلول السماء» لم تمتد إليهم يد تضمد جراحهم مع أنهم دولة كبرى، عضو فى الاتحاد الأوروبى!

ويشرح الفيلم فضل إيطاليا على دول الاتحاد الأوروبى وتاريخ المساعدات التى قدمتها لفرنسا وإنجلترا وألمانيا وأمريكا.. بينما كلهم ضنوا على إيطاليا بمساعدات طبية بسيطة مثل القفازات والكمامات، برغم أنها طلبت المساعدات فى الوقت الذى كان فيه كورونا يأكل الإيطاليين، كما تأكل النار الحطب.. فلماذا تُبقى إيطاليا على هذا الاتحاد الوهمى، ولماذ تبقى دولة عضوا فيه؟!

وبالمناسبة هذا الفيلم لا يعبر عن صانعيه فقط، ولكنه يعبر عن الرأى العام الإيطالى.. وهو ما قد يتسبب فيما بعد الجائحة بمطالبات ومناشدات أو استفتاءات للخروج من الاتحاد الأوروبى مهما كلفهم ذلك.. فلن يخسروا بقدر خسارتهم من البشر والأهل والأحباب. فلا قيمة لأى اتحاد لا ينقذ دولة عضوًا فيه.

وكانت «كورونا» مناسبة لاختبار قاس للدولة الإيطالية.. وقد شعرتُ بهول المأساة منذ بدء الكارثة وإغلاق المتاحف ودور السينما وكتبت مقالًا فى «الوفد» عبرت فيه عن حزنى لما جرى، وليت الأمر توقف عند إغلاق المتاحف ودور السينما فقط، ولكنه حصد آلاف الأرواح من البشر، حتى تعذرت مراسم الجنازات والدفن!

إن ما حدث فى إيطاليا سوف يحتاج إلى وقت طويل ليتم علاجه نفسيًّا وإنسانيًّا، فقد فشلوا فى توديع أحبابهم.. وبكوا حتى لم يعد هناك وقت للبكاء والحزن.. لقد كانت هذه المحنة كاشفة لنوع البشر الذين يتعاملون معهم فى محيطهم الأوروبى.. ولذلك لم يطلبوا منهم المساعدة.. الأصل فى هذه الكوارث أن الدول تسارع لنجدة الملهوف وإغاثة المحتاج دون أن يطلب.. فأين هؤلاء البشر بالضبط؟!

وأخيرًا، هل يعقل أن تُترك إيطاليا ليأكلها فيروس كورونا؟.. أليست هذه أرض الفاتيكان؟.. أليست الدولة التى علمت الناس الفنون والأزياء والموضة؟.. أليست هى التى علمت الأوروبيين الديانات ومدت يدها بالسلام؟.. ما هو الذنب الذى اقترفته ليتركوها تواجه مصيرها المجهول؟.. باختصار، هل تعتقد بانهيار الاتحاد الأوروبى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا لا تبكى إيطاليا لا تبكى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon