بقلم : محمد أمين
يبدو أن ما كتبته أمس عن المسيحيين والإخوان المسلمين، قد استفز البعض، وتلقيت ردود فعل كبيرة على هذا الموضوع.. بعضهم تخوف من المقارنة بين المسيحيين والإخوان، لأنها إساءة للمسيحيين، والبعض رأى أن الفكرة جيدة، ولكن لا يجب وضع المسيحيين والإخوان فى مقارنة، لأنهم لا يمثلون الإسلام.. والمسيحيون الأصدقاء تفهموا المقارنة وأشادوا بالفكرة وشكرونى عليها.. أما المهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات الأسبق، فقد نبهنى إلى خطورة تقسيم المصريين على أساس مسيحيين ومسلمين، وقال التقسيم يكون على أساس الوطنية.. هذا وطنى وهذا غير وطنى.. هذا مصرى وهذا غير مصرى.. لكن المعنى مفهوم على أى حال!
وأكرر أننى لم أقصد التقسيم على أساس العقيدة أبداً.. فقد كان الهدف هو أن المسيحيين كانوا فى الصف الأول دائماً للدفاع عن الوطن.. ولم يحدث أن كانت مصر فى حالة حرب مع أى دولة أخرى، ورفع المسيحيون أو اليهود أعلام دولة مسيحية أو يهودية، كما يحدث مع الإخوان وتركيا وأردوجان.. وهذه هى المقارنة الموجودة فى الشارع أصلاً!
والوزير القاضى يقول إننى أتابعك يومياً وأعرف ماذا تقصد.. ولكنه يرى ألا نذكر الإخوان ونتركهم حتى ينساهم التاريخ.. وله رأى جيد بخصوص سنة حكم الإخوان.. ويرى أنها كانت خطأ كبيراً حين وصلوا إلى الحكم.. لأنهم كانوا يحلمون بالوصول للحكم.. والآن فقد وصلوا للحكم وسيعيشون يتحينون الفرصة ويشعرون بالذنب لفقدها!
هذا توضيح لابد منه تعقيباً على مقال أمس.. خاصة أننى تلقيت تعليقات متضاربة بعضها يؤيد الفكرة وبعضها يخشى على مشاعر أشقائنا المسيحيين.. وهؤلاء وهؤلاء يقولون الفيصل هو مصريته ووطنيته.. فلا يصح التمييز بين المصريين على أساس العقيدة، مع ملاحظة أن تيار الإسلام السياسى كله من أصحاب العقائد الفاسدة أصلاً، وانتماؤهم لجماعتهم فوق انتمائهم للوطن.. وهى نفس مخاوفى أمس، ولذلك تكلمت عن الوطنيين وغير الوطنيين والمصريين وغير المصريين!
وقلت أمس: «لا أحب هذه المقارنة أصلاً.. ولكنها مقارنة تفرض نفسها على أرض الواقع».. لدرجة أن البعض لاحظ الفروق الكبيرة بين الوطنيين وغير الوطنيين.. فهناك من يحافظ على هوية مصر، وهناك من لا يهمه مسح مصر من على خريطة العالم، لأنها تقف حجر عثرة فى سبيل مشروعه.. وتخيل أن تكون الجماعة أحب إليه من الوطن!
ومن هؤلاء الأصدقاء الذين عاتبونى على المقال، مع التقدير الشديد، الأستاذ ماهر شوقى.. وقال: لقد عشنا معهم سنة الإخوان وهم يقفون قبلنا فى مواجهة الخطر.. وقال عمرنا ما سألنا «أنت مسلم ولا مسيحى؟».. ودائما كنا نعيش جيراناً متحابين لا يفرق بيننا أحد!
وفى الختام هذا تقدير لكل من تواصل معى هاتفياً أو بالإيميل وكلف خاطره مشقة توضيح الفكرة.. ولكل هؤلاء كان هذا التوضيح خشية أن نقع فى مطب التمييز على أساس العقيدة وليس الجنسية!.