توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعوة على السجن!

  مصر اليوم -

دعوة على السجن

بقلم : محمد آمين

الناس فى الغالب تتلقى الدعوات على العشاء، وحفلات التخرج، وحفلات الأفراح، وليس «دعوة على السجن»، ولو كان لمتابعة حالة السجناء، والاطمئنان أنهم يقيمون فى فنادق!.. فقد تلقيت دعوة من إعلام الوزارة على سجن طرة، واعتذرت فوراً وبلا تردد.. فمن العبيط الذى يذهب إلى السجن برجله؟.. لم أفكر أنه منتدى، وأنه «سُنة حسنة»، وقلت: الله الغنى!.

كانت الدعوة لحضور المنتدى الثالث للسجون المصرية، بمنطقة طرة.. وكان يسبق الدعوة جملة «يشرفنا حضوركم الكريم»، وكلام من هذا القبيل.. لم أشعر طبعاً أنه فخ، أو كمين.. بالتأكيد يريدون أن يشرحوا ما حدث من مبادرات لإصلاح السجون، والعفو عن الغارمات.. كل هذا لم يجعلنى أقبل الدعوة، ولو من باب الفضول.. فقلت يكفى حضور النيابة والنواب!.

وقطعاً، كانت الوزارة تريد أن ترد على بعض الاستفسارات، أو كانت تريد أن تخلص ذمتها أمام الرأى العام.. هذا صحيح.. وأتفهمه وأقدره.. ولكنى حرصت أن أعرف أخبار المنتدى من بعيد، وأتابع صور الزملاء بجوار النعام فى مزرعة طرة، وأتابع التقارير فى المطاعم والمطابخ، والوجبات الصحية التى يقدمونها للمساجين.. وقلت أحسن من كل هذا أن يخرج المساجين!

معلوم بالطبع أن هناك مطاعم صحية، وأن العاملين هناك يتم توقيع الكشف الطبى عليهم، ويلتزمون بالضوابط الصحية.. ومعلوم أن الطهى طبقاً للاشتراطات الصحية، وطبقاً لقائمة المعهد القومى للأغذية.. ومعلوم هناك رعاية رياضية، وأنشطة ترفيهية ودورات كرة قدم.. إنه مجتمع كبير.. له احتياجات إنسانية تعليمية وصحية.. ولكنه يقيم «خلف الأسوار»!

فالقصة ليست أن يأكل السجناء، فكل البشر يأكلون.. الجديد أن الفلسفة العقابية هدفها تأهيل النزلاء ليكونوا مواطنين صالحين لخدمة الوطن.. وأول شىء فى هذه الفلسفة أن نعاملهم بإنسانية.. السجن سجن، ولو كان فى قصر، وليس فى عنبر.. ولا أطالب بإخلاء السجون أو غلقها، فهذا كلام رومانسى.. إنما أطالب بإطلاق سراح من تحققت فيه الفلسفة العقابية فعلاً!.

وأعرف أن هناك مبادرات رئاسية، منها «سجون بلا غارمين»، وقال رئيس المصلحة إنه تم الإفراج عن 20 ألف غارمة.. كما تم الإفراج عن 20 ألفًا آخرين بعفو رئاسى، فضلاً عن الإفراج عن 15 ألف نزيل بإفراج شرطى.. وهى أرقام مخيفة.. هؤلاء خرجوا فى عام واحد، فكم هناك؟.. يمكن أن نغير طريقة العقاب فى بعض الجرائم.. وأظن أننا نسير فى هذا الاتجاه!.

باختصار، دولة طرة ليست دولة عادية ولا صغيرة.. دولة «مكتملة الأركان».. كان فيها رئيس جمهورية، وسميتها جمهورية طرة، وكانت فيها حكومة كاملة، سميتها حكومة طرة.. وتعددت الجمهوريات والحكومات.. فلما تلقيت الدعوة على «سجن طرة»، قلت نشوفكم فى الأفراح.. إن شاء الله!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة على السجن دعوة على السجن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon