توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعوة على السجن!

  مصر اليوم -

دعوة على السجن

بقلم : محمد آمين

الناس فى الغالب تتلقى الدعوات على العشاء، وحفلات التخرج، وحفلات الأفراح، وليس «دعوة على السجن»، ولو كان لمتابعة حالة السجناء، والاطمئنان أنهم يقيمون فى فنادق!.. فقد تلقيت دعوة من إعلام الوزارة على سجن طرة، واعتذرت فوراً وبلا تردد.. فمن العبيط الذى يذهب إلى السجن برجله؟.. لم أفكر أنه منتدى، وأنه «سُنة حسنة»، وقلت: الله الغنى!.

كانت الدعوة لحضور المنتدى الثالث للسجون المصرية، بمنطقة طرة.. وكان يسبق الدعوة جملة «يشرفنا حضوركم الكريم»، وكلام من هذا القبيل.. لم أشعر طبعاً أنه فخ، أو كمين.. بالتأكيد يريدون أن يشرحوا ما حدث من مبادرات لإصلاح السجون، والعفو عن الغارمات.. كل هذا لم يجعلنى أقبل الدعوة، ولو من باب الفضول.. فقلت يكفى حضور النيابة والنواب!.

وقطعاً، كانت الوزارة تريد أن ترد على بعض الاستفسارات، أو كانت تريد أن تخلص ذمتها أمام الرأى العام.. هذا صحيح.. وأتفهمه وأقدره.. ولكنى حرصت أن أعرف أخبار المنتدى من بعيد، وأتابع صور الزملاء بجوار النعام فى مزرعة طرة، وأتابع التقارير فى المطاعم والمطابخ، والوجبات الصحية التى يقدمونها للمساجين.. وقلت أحسن من كل هذا أن يخرج المساجين!

معلوم بالطبع أن هناك مطاعم صحية، وأن العاملين هناك يتم توقيع الكشف الطبى عليهم، ويلتزمون بالضوابط الصحية.. ومعلوم أن الطهى طبقاً للاشتراطات الصحية، وطبقاً لقائمة المعهد القومى للأغذية.. ومعلوم هناك رعاية رياضية، وأنشطة ترفيهية ودورات كرة قدم.. إنه مجتمع كبير.. له احتياجات إنسانية تعليمية وصحية.. ولكنه يقيم «خلف الأسوار»!

فالقصة ليست أن يأكل السجناء، فكل البشر يأكلون.. الجديد أن الفلسفة العقابية هدفها تأهيل النزلاء ليكونوا مواطنين صالحين لخدمة الوطن.. وأول شىء فى هذه الفلسفة أن نعاملهم بإنسانية.. السجن سجن، ولو كان فى قصر، وليس فى عنبر.. ولا أطالب بإخلاء السجون أو غلقها، فهذا كلام رومانسى.. إنما أطالب بإطلاق سراح من تحققت فيه الفلسفة العقابية فعلاً!.

وأعرف أن هناك مبادرات رئاسية، منها «سجون بلا غارمين»، وقال رئيس المصلحة إنه تم الإفراج عن 20 ألف غارمة.. كما تم الإفراج عن 20 ألفًا آخرين بعفو رئاسى، فضلاً عن الإفراج عن 15 ألف نزيل بإفراج شرطى.. وهى أرقام مخيفة.. هؤلاء خرجوا فى عام واحد، فكم هناك؟.. يمكن أن نغير طريقة العقاب فى بعض الجرائم.. وأظن أننا نسير فى هذا الاتجاه!.

باختصار، دولة طرة ليست دولة عادية ولا صغيرة.. دولة «مكتملة الأركان».. كان فيها رئيس جمهورية، وسميتها جمهورية طرة، وكانت فيها حكومة كاملة، سميتها حكومة طرة.. وتعددت الجمهوريات والحكومات.. فلما تلقيت الدعوة على «سجن طرة»، قلت نشوفكم فى الأفراح.. إن شاء الله!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة على السجن دعوة على السجن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon