بقلم : محمد أمين
فاجأنى الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، أمس، حين حذّر الحكومة، وقال إن دور الانعقاد الخامس سيشهد وقفة جادة مع الحكومة، وقال «لن نسمح للوزراء بأن يصدروا مشاكل الشعب للرئيس».. وقال «لن نترك هذا الشعب ومصالحه بعيدا عن قاعة البرلمان».. هذا صلب عمل المجلس يا دكتور.. فلماذا الآن؟.. ولماذا فى دور الانعقاد الخامس فقط؟!
وبالمناسبة، فالمؤسسات صورة مصغرة من الدول.. وعلى مستوى كل مؤسسة هناك المسؤول الذى يستشير رئيسه الأعلى فى كل شىء، ولا يتخذ القرار بنفسه أبداً.. وعلى مستوى الدولة أيضاً، هناك وزراء لا يتخذون القرار إطلاقاً، لكنهم يصدرون كل شىء للرئيس.. إما بحثاً عن براءة، أو اختياراً لطريق السلامة.. ومنها أنه يتزلف، حتى يقول له: «الله عليك يا فندم»!
الآن فقط، انتبه رئيس البرلمان أن المسؤولين التنفيذيين يصدّرون مشاكل الشعب للرئيس.. والآن يقول «لن نترك هذا الشعب ومصالحه بعيداً عن قاعة البرلمان».. أولاً: لم يمنعك أحد فى جلسات الانعقاد السابقة، على مدى أربع سنوات.. ولو أن المجلس اتخذ قرارات، وسمح للنواب باستخدام الأدوات، لكانت الدنيا أفضل، وربما امتص البرلمان غضب الكثير من الشعب!
ثانياً: أين طلبات الإحاطة والاستجوابات يا دكتور عبدالعال؟.. هل هناك استجواب واحد على مدى أربع سنوات للحكومة؟.. هل الاستجواب من عمل الشيطان؟.. هل الأسئلة حرام؟.. على فكرة هذا هو دور البرلمان الحقيقى.. ولو شعر النواب بجدوى البرلمان، لكان النواب قد تسابقوا على الحضور أمس، وأنت الذى أجلت الجلسة العامة نصف ساعة، حتى يكتمل النصاب!
ومرة أخرى، نسمع كلمة أن «الشعب لم يجد من يحنو عليه».. وعلى الحكومة أن تحنو على هذا الشعب.. أحيى فيك شجاعتك يا دكتور عبدالعال، حين تقول: «الشعب المصرى قدم الكثير، وينتظر الكثير من البرلمان والحكومة، وعلى البرلمان أن يبادر بكل أدواته الرقابية، لأن التاريخ لن يرحم هذا المجلس، إذا ترك الحكومة بهذه الصورة».. وهذا «اعتراف» يستحق التحية!
إنها شجاعة يا سيدى، أن تعترف أن البرلمان لم «يستخدم» كل أدواته الرقابية.. وعليه أن يبادر باستخدامها.. وأن التاريخ لن يرحم المجلس، لأنه ترك الحكومة بلا حساب، ولا عقاب، ولا رقابة.. وقد أحس الناس بكل هذا، وأداروا ظهورهم للحكومة والبرلمان والدنيا كلها.. هذه كانت نتيجة صمت البرلمان.. غابت السياسة، وغاب الحوار، وتراخى النواب للأسف!
وأخيراً، دعنى أسئلك يا سيدى مستغلاً «حالة المكاشفة».. ألستم من يوافق على الحكومة طبقاً للدستور؟.. ألستم من يمرر الوزراء دون اعتراض؟.. ألستم تشاركون فى خلو الساحة من السياسة، ومن الأحزاب؟.. ألستم من تركتم الرئيس «وحده فى الميدان»، دون حكومة أو برلمان؟