بقلم : محمد أمين
هل رأى دموع الموسيقار حلمى بكر أحد فى وزارة العدل؟.. هل رآها أحد فى اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب المصري؟.. ومن يصحح العلاقات الأسرية فى المجتمع المصرى؟.. من يصحح أوضاع الأولاد فى سن الحضانة؟.. لقد هزت دموع الرجل الثمانينى مشاعر المصريين، فهل تهز مشاعر المسؤولين؟.. لا أتحدث هنا عن قضية زوجية ولكن أتحدث عن قانون ينظم العلاقات الأسرية ما بعد الانفصال.. ولا انحاز إلى الرجل، إنما انحاز إلى الأطفال.. فمن حقهم أن يعيشوا حياة طبيعية بين أب وأم.. وليس مع الأم وكل امرأة تمت إلى الأم بصلة، ما عدا الأب!.
نحن نحتاج إلى ثورة اجتماعية تحافظ على جيل المستقبل.. فلا ينبغى أن نقدم أجيالًا مشتتة ومحطمة ومحبطة، تعيش على الوشايات والشائعات أكثر مما تعيش على الحقيقة.. والحقيقة أن الأب يتحول إلى ماكينة فلوس ولا يرى أطفاله، لأن القانون يعطى الحضانة للأم، ثم يخير الأبناء بعد السن القانونية، فيختارون أى أحد إلا الأب.. فهل نرحم دموع حلمى بكر وننظر فى قانون الحضانة؟، لا لننصف الآباء فقط.. نريد علاقة متوازنة صحية.. انسوا موضوع الرؤية لأنه قاتل، وقد يستعد الرجل بعد سنوات فى المحاكم ليذهب إلى مقر الرؤية، فلا يجد طفله موجودًا، ولن يحدث للأم الحاضنة أى شىء!.
لقد شاهدت دموع حلمى بكر وهو يتحدث مع المخرجة إيناس الدغيدى، إنه فى الثالثة والثمانين من العمر ولا يرى ابنته ذات الثلاث سنوات، وعندما تطلبه تأخذ أمها التليفون من يدها.. ومن يدرى ربما تكون أمها هى التى تعطى لها التليفون ثم تأخذه فجأة لتكسر قلبه، أو لتضغط عليه فى المصاريف مثلًا، وكأن المحضون رهينة أو أسير عند خاطفين، تُظهر له يدها مرة ورجلها مرة أخرى، مقابل فدية!.
قطعًا.. ليس لى علاقة بالخلاف الأسرى، ولا كلامه عن تعرضه للضرب من بلطجية، وهو فى هذه السن، إنما أتحدث هنا عن دموع الرجل، فربما تكون آخر دموع لرجل مصرى، ويتم تصحيح هذه العلاقة، التى صاغها ناس بلا قلب لصالح طرف دون آخر.. وأنقل صرخة الرجل إلى المسؤولين، وهو يقول: يا مسؤولين!.. المعروف أن الرجال يمتنعون عن الكلام فى هذه المسائل لأنها مؤلمة جدًا. فكيف إذا وصل لحد البكاء؟!.
والآن مطلوب مراجعة قانون الحضانة بشكل متوازن.. وأن تكون الحضانة شراكة بين الأب والأم.. بحيث لا يشعر الطفل بالحرمان من أحد أبويه.. ولا يضطر الرجل لاتهام زوجته فى سلوكها، لينتقم منها ويأخذ المحضون، أو تضطر الأم لتشويه الأب أمام أولاده، وتشوه القيمة والرمز فى حياة أطفالها!.
أكرر لا بد من تقديم قانون للحضانة يحقق العدل والرحمة.. ويحقق السكينة بين الأسرة.. وأتمنى ألا نرى دموع حلمى بكر أو غيره من الرجال، فهل تفعلها وزارة العدل أو اللجنة التشريعية بمجلس النواب؟!.