بقلم : محمد أمين
العالم يتغير والتحالفات تتغير.. والدليل ما حدث فى ألاسكا بين الصين وأمريكا.. لأول مرة نسمع تلاسنات علنية، ومواجهات كلامية.. فماذا حدث فى ألاسكا؟.. هل كانت مواجهة «على الضيّق» تسبق أى مواجهة أخرى؟.. هل علَّمت الصين أمريكا درسًا فى قواعد الدبلوماسية، واحترام قواعد القانون الدولى؟.. هل الإملاءات الأمريكية كان يمكن أن تمر ككل مرة؟.. ولماذا كشفت الصين عن «العين الحمراء» هذه المرة؟!
ما حدث فى مؤتمر صحفى أن الأمريكان وجهوا انتقادات شديدة اللهجة للصين بمناسبة التعامل مع الإيجور، والتعامل مع هونج كونج، وتهديدات تايوان، والضغوط الاقتصادية على أستراليا.. فردَّ ممثلو الصين قائلين ما معناه: والنبى تخليكم فى حالكم.. أنتم لستم المتحدث الرسمى باسم الرأى العام العالمى.. ويا ريت تخليكم فى حالكم وتاخدوا بالكم أولًا من حقوق الأمريكان من أصل إفريقى!
ولم يقف كلام الصينيين عند هذا الحد، ولكن قالوا أيضًا: ينبغى التخلى عن تغيير الأنظمة فى العالم باسم حقوق الإنسان، لأن هذا السلوك ضرب الأمن والاستقرار العالمى.. إلى غير ذلك من الملاسنات.. وفى الحقيقة فإن مراكز الأبحاث فى أمريكا تناقش التقارب الصينى الروسى على حساب أمريكا، وتنتهى إلى خطورة هذا الأمر عالميًا، وهو يهدد مصالح أمريكا!
المهم فى القصة أن أمريكا تتودد للهند حتى تعمل توازنات فى منطقة شرق آسيا، وعملت نفسها من بنها حين اشترت الهند صفقات سلاح كبرى من روسيا.. وتسامحت مع الهند لأسباب ترتبط بالتحالفات السياسية.. ومن هنا قالت الصين فى مؤتمر ألاسكا: ليس من قواعد الدبلوماسية ولا من اللياقة أننا هنا نتناقش بينما تتخذ أمريكا قرارات بفرض عقوبات على الصين.. وتتساءل: من جعلكم أوصياء على العالم، وكيف يحدث هذا الخرق للقانون الدولى؟!
السؤال: هل نذكِّر الصين وأمريكا بقواعد القانون الدولى فى قضية سد إثيوبيا؟.. وهل يمكن لهذه الدول التى تتلاسن باسم حقوق الإنسان، أن تعرف أن اللعب فى مياه النيل هو أزمة كبرى تهدد الحياة فى مصر.. أليس الحصول على الماء حقًا من حقوق الإنسان؟.. أين المتحدث الرسمى باسم العالم؟.. ألم تعرف الرئاسة الأمريكية والبيت الأبيض ما قاله أبى أحمد للمبعوث الأمريكى أنه ماضٍ فى الملء الثانى لسد النهضة مهما كانت النتائج؟!
أين هى قواعد الدبلوماسية؟.. وأين القانون الدولى؟.. أليس ما صرح به رئيس وزراء إثيوبيا يعد خرقًا للقانون الدولى، حين يمضى فى الملء الثانى بغض النظر عن الاتفاق مع دولتى المصب؟.. متى تتحرك أمريكا؟.. هل تتحرك بعد الدخول فى الحرب وتهديد السلم والاستقرار فى المنطقة؟!
وأخيرًا، هل هناك سيناريو لسحب جائزة نوبل من أبى أحمد، باعتبار أن أمريكا هى التى دعمته للحصول على الجائزة، بحجة إقرار السلام فى القرن الإفريقى، فإذا به يدخل فى حرب كبرى مع مصر والسودان؟ هل هذه أخلاق الذين يحصلون على نوبل للسلام؟!.. هل انشغلت أمريكا بنفسها عن حلفائها وأصدقائها فى المنطقة؟!.