توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهمة الدولة!

  مصر اليوم -

مهمة الدولة

بقلم : محمد أمين

كنت أتمنى أن يتبنى وزير الإعلام أسامة هيكل، أو وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، أو هما معاً، الرسالة نفسها التى تبناها وزير الثقافة البريطانى أوليفر دودن، لحماية الصحافة الورقية باعتبارها قلب الإعلام، كما قال.. وطالب كل مواطن بأن يشترى صحيفة ليحافظ على رسالة الصحافة.. وهى رسالة لها قيمتها ودلالتها الآن.. وتعكس مدى فهم الحكومة البريطانية دور الصحافة فى المجتمع.. فهى ليست حملة لجمع التبرعات ولكن لتحمل المسؤولية.. وإذا كانت بريطانيا تفعل ذلك فمصر أولى بها أن تفعل!

فالدولة التى تسهر على توفير السلع الأساسية بكل ما تملك، وتضع الاحتياطى الاستراتيجى تحت تصرف الحكومة لهذا السبب، ينبغى أن تفعل الشىء نفسه لتوفير الرغيف الثقافى لمجتمع تسعى لبناء الإنسان فيه.. لقد اهتم الرئيس ببناء الإنسان ووضع لذلك ميزانية كبرى لأول مرة، وبناء الإنسان يكون بالصحة والتعليم والثقافة والإعلام.. فهل هذا الأمر وارد فى بال وزارتى الثقافة والإعلام فى مصر؟!

ولا تعنى رسالة وزير الثقافة البريطانى أنه يدعم الصحفيين وحدهم، وإنما يدعم الصحافة نفسها.. كما قلنا زمان إن دعم حرية الصحافة ليس دعماً للصحفيين وحدهم، وإنما دعم للحريات العامة للشعب ومنها حرية الرأى والتعبير.. هذا حق المجتمع.. نريد أن تكون هناك جلسة نقاشية فى مجلس الوزراء، لدعم الرغيف الثقافى.. وهو بالمناسبة يستحق أن يكون أولوية، فالموضوع ليس ترفاً.. ولك أن تتخيل أمة بلا صحافة أو إعلام فى المستقبل؟!

وبالمناسبة فإن قضية الصحافة الورقية قضية دولة، وليست قضية الصحفيين أو النقابة الخاصة بهم، ومهمة الدولة تثقيف الشعب.. وتقديم رغيف خبز ثقافى له كما تقدم له رغيف الخبز، وتضع كل الميزانيات تحت أمره.. الدولة لا تسد البطون الجائعة أو الخاوية فقط، وإنما تسد العقول الفارغة أيضاً!.. وقد اندهشت عندما علمت ان التقشف داخل الوزارات والمحافظات وصل إلى تخفيض أعداد الصحف.. وصل فى بعض الأحيان إلى نسختين من أكثر من خمسين صحيفة.. وهو تقشف غريب يعكس فهم الوزير أو المحافظ للأمر.. فالوزير والمحافظ لا يشترى الصحف ليقرأها هو، وإنما لتكون فى أيدى الشعب، وثانيًا ليدعمها من مال الشعب أيضاً!

وأدعوكم للتفكير فى هذه الجملة التى قالها وزير الثقافة البريطانى «إن الصحافة البريطانية تواجه أكبر أزمة وجودية فى تاريخها».. وقال إنها تساعد على نشر الوعى فى زمن الوباء، ونصح كل مواطن بشراء صحيفة على الأقل.. وطبعاً لم يقل صحيفة موالية أو مستقلة.. إنما تحدث عن الصحافة بشكل عام، واعتبرها مهمة الدولة والشعب!

وأخيراً، ألا تعانى الصحافة المصرية مما تعانيه الصحافة البريطانية والعالمية؟.. ألا تمر بأكبر أزمة وجودية فى تاريخها؟.. هل صدرت عن الدولة أى رسالة تقول إنها تدعم الصحافة كلها، أم أن الصحافة التى تعرفها هى الصحافة الحكومية فقط؟!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهمة الدولة مهمة الدولة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon