توقيت القاهرة المحلي 02:34:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهمة الدولة!

  مصر اليوم -

مهمة الدولة

بقلم : محمد أمين

كنت أتمنى أن يتبنى وزير الإعلام أسامة هيكل، أو وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، أو هما معاً، الرسالة نفسها التى تبناها وزير الثقافة البريطانى أوليفر دودن، لحماية الصحافة الورقية باعتبارها قلب الإعلام، كما قال.. وطالب كل مواطن بأن يشترى صحيفة ليحافظ على رسالة الصحافة.. وهى رسالة لها قيمتها ودلالتها الآن.. وتعكس مدى فهم الحكومة البريطانية دور الصحافة فى المجتمع.. فهى ليست حملة لجمع التبرعات ولكن لتحمل المسؤولية.. وإذا كانت بريطانيا تفعل ذلك فمصر أولى بها أن تفعل!

فالدولة التى تسهر على توفير السلع الأساسية بكل ما تملك، وتضع الاحتياطى الاستراتيجى تحت تصرف الحكومة لهذا السبب، ينبغى أن تفعل الشىء نفسه لتوفير الرغيف الثقافى لمجتمع تسعى لبناء الإنسان فيه.. لقد اهتم الرئيس ببناء الإنسان ووضع لذلك ميزانية كبرى لأول مرة، وبناء الإنسان يكون بالصحة والتعليم والثقافة والإعلام.. فهل هذا الأمر وارد فى بال وزارتى الثقافة والإعلام فى مصر؟!

ولا تعنى رسالة وزير الثقافة البريطانى أنه يدعم الصحفيين وحدهم، وإنما يدعم الصحافة نفسها.. كما قلنا زمان إن دعم حرية الصحافة ليس دعماً للصحفيين وحدهم، وإنما دعم للحريات العامة للشعب ومنها حرية الرأى والتعبير.. هذا حق المجتمع.. نريد أن تكون هناك جلسة نقاشية فى مجلس الوزراء، لدعم الرغيف الثقافى.. وهو بالمناسبة يستحق أن يكون أولوية، فالموضوع ليس ترفاً.. ولك أن تتخيل أمة بلا صحافة أو إعلام فى المستقبل؟!

وبالمناسبة فإن قضية الصحافة الورقية قضية دولة، وليست قضية الصحفيين أو النقابة الخاصة بهم، ومهمة الدولة تثقيف الشعب.. وتقديم رغيف خبز ثقافى له كما تقدم له رغيف الخبز، وتضع كل الميزانيات تحت أمره.. الدولة لا تسد البطون الجائعة أو الخاوية فقط، وإنما تسد العقول الفارغة أيضاً!.. وقد اندهشت عندما علمت ان التقشف داخل الوزارات والمحافظات وصل إلى تخفيض أعداد الصحف.. وصل فى بعض الأحيان إلى نسختين من أكثر من خمسين صحيفة.. وهو تقشف غريب يعكس فهم الوزير أو المحافظ للأمر.. فالوزير والمحافظ لا يشترى الصحف ليقرأها هو، وإنما لتكون فى أيدى الشعب، وثانيًا ليدعمها من مال الشعب أيضاً!

وأدعوكم للتفكير فى هذه الجملة التى قالها وزير الثقافة البريطانى «إن الصحافة البريطانية تواجه أكبر أزمة وجودية فى تاريخها».. وقال إنها تساعد على نشر الوعى فى زمن الوباء، ونصح كل مواطن بشراء صحيفة على الأقل.. وطبعاً لم يقل صحيفة موالية أو مستقلة.. إنما تحدث عن الصحافة بشكل عام، واعتبرها مهمة الدولة والشعب!

وأخيراً، ألا تعانى الصحافة المصرية مما تعانيه الصحافة البريطانية والعالمية؟.. ألا تمر بأكبر أزمة وجودية فى تاريخها؟.. هل صدرت عن الدولة أى رسالة تقول إنها تدعم الصحافة كلها، أم أن الصحافة التى تعرفها هى الصحافة الحكومية فقط؟!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهمة الدولة مهمة الدولة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon