بقلم : محمد أمين
هل دخلنا ذروة كورونا؟.. هل ضاقت المستشفيات عن استقبال الحالات المصابة؟.. هل الأطقم الطبية تتراجع أمام الوباء؟.. هل نفرط فى رأسمالنا بعدم الكشف عليهم، وعدم أخذ مسحات منهم؟.. هل وزارة الصحة تتعمد التمييز بين الأطباء والمرضى أصحاب الشهرة؟.. هل وزارة الصحة لا توفر وسائل الحماية للأطباء؟.. هل هناك واسطة ومحسوبية فى التعامل مع المرضى؟.. هل هذا كلام مقبول؟.. لماذا لا يتعرض بيان وزارة الصحة لشرح حالات وفيات الأطباء؟.!
لست مع فكرة الهاشتاجات التى تدعو للإضراب وإقالة وزيرة الصحة.. نحن الان فى معركة ونحتاج لجهود الأطباء والوزارة والنقابة.. ما نشاهده يثبت أنه لا يوجد تفاهم بين الوزارة والنقابة.. أنضم إلى صوت العقل، وتنحية كل الخلافات بين الوزارة والنقابة لعلاج المصابين أولًا، موضع الإضراب لا يمكن تشجيعه بأى حال.. وللأسف هناك ارتباك فى المنظومة وتضارب فى القرارات.. من المهم أن يلتقى النقيب والوزيرة لامتصاص الغضب.. هل معقول أنه لم يحدث لقاء واحد حتى الان؟!.
أشعر أن التعنت قائم من جانب الوزارة.. نقابة الأطباء تحاول البناء على أى شىء.. تحاول لملمة الجراح وتعرف خطورة اللحظة التاريخية التى تمر بها البلاد.. وطالبت بعدة مطالب منها تجهيز المستشفيات بكل الأدوات قبل تنفيذ قرار وزارة الصحة بتوسيع قاعدة العلاج، نظرا لتزايد حالات الإصابة فى الفترة الأخيرة.. وطالبت بتوفير الواقيات الشخصية للأطقم الطبية، وتوفير المسحات ومستلزمات العلاج ومكافحة العدوى، وعمل مسارات خاصة داخل المستشفيات، مناطق نظيفة وأخرى مشتبه بتلوثها.. كما طالبت باستبعاد الحوامل والأطباء فوق الخمسين سنة من فحص المصابين حرصًا على حياتهم!.
وأعتقد أنها طلبات مشروعة قبل فتح أى مستشفى جديد لا ستقبال حالات كورونا، ولا بد أن توفرها وزارة الصحة أولًا قبل التشغيل.. لا نريد أن نترك المجال لنشر شائعات حول موقف مصر ولا نريد تغذية فكرة الاضراب، ولا نريد أن يعطى الاطباء ظهورهم للحكومة أو وزيرة الصحة.. كما رأينا فى الخارج كوسيلة من وسائل الاحتجاج.. مهم أن تجلس الوزيرة مع النقابة وممثليها، وكلهم أساتذة كبار فى تخصصاتهم، وكلهم وطنيون.. جاهدوا حتى الان فى مواجهة الوباء ومطلوب منهم بذل المزيد، حتى نعبر هذه الأزمة.!
ويجب أن نضع فى اعتبارنا استقالات بعض الأطباء، فهى مسألة ليست سهلة، ولكن يجب أن تدق ناقوس الخطر، فأى طبيب يستطيع أن يعمل فى أى مستشفى خاص، ويترك الجمل بما حمل، ويوفر صحته ويحمى حياته، ويمكن أن يسافر الى الخارج ونحن الخاسرون.!
طبعًا لا أشجع غضب الأطباء الان، ولا التهديد بالانسحاب ونحن فى قلب المعركة.. فالجيوش لا تحتج أثناء المعركة ولا تسلم السلاح.. ولا تشعر بأى تمييز سلبى تجاه من تحميه وتدافع عنه.. ولكن لا يعنى هذا أن نترك جيشنا الأبيض فى النار.