بقلم : محمد أمين
لا تندهش حين تعلم أن أولياء الأمور فى زمن الكورونا قد رجعوا إلى المدارس من جديد.. بعضهم رجع المدارس الابتدائية وبعضهم رجع إعدادى وبعضهم رجع ثانوى، حسب وجود الأولاد فى أى مرحلة تعليمية.. هذه حقيقة ينبغى أن تعرفها الوزارة.. خاصة فى التعليم «أون لاين».. ولذلك ينتفض أولياء الأمور عند أى قرار وزارى يخص الأبناء.. زمان لم يكن آباؤنا يعرفون شيئاً عن مدارسنا.. كانت العملية تخص المدرسة والطالب فقط!
منذ دخل أولياء الأمور فى العملية من أول إنترفيوهات «كى جى وان» وولى الأمر شريك أساسى فى كل مرحلة.. فلابد أنكم تعرفون إنترفيوهات أولياء الأمور للقبول بالمدارس.. وسؤالهم عن المرتب والوظيفة وعدد ساعات العمل، وكم مرة تطلب دليفرى؟ وكم مرة تذهب إلى النادى، وما هو النادى الذى تنتمى إليه أصلاً؟، وهل هناك مربية أم لا؟.. وهل هى مصرية أم أجنبية؟.. كل هذا جعل ولى الأمر شريكاً أساسياً.. حتى جاء زمن الكورونا وأصبح ولى الأمر هو الذى ينفذ الأبحاث أو يشتريها من «المستر» المتخصص فى بيع الأبحاث، أو الإجابة عن الامتحانات «أون لاين»!
ليس هذا فقط، ولكن أولياء الأمور يطالبون أيضاً وزير التعليم بوضع جدول امتحان الثانوية العام الماضى وبنفس الترتيب للعلمى والأدبى مؤكدين أنه الأفضل.. وأنه العام الماضى لاقى قبول الطلاب وأولياء الأمور.. وقال المسؤولون فى الوزارة إنه لن يتم وضع الجدول قبل التوافق عليه.. وأخشى أن يوافق الطلاب على الأسئلة أيضاً.. وأن يتم الاستفتاء عليها مع مقترحات الجدول، ولِمَ لا أليس هناك «أوبن بوك» فى اللجنة؟!
المثير للانتباه أن الترتيبات فى المنازل الآن تجرى على قدم وساق، لتوفير مدرسين مع الأبناء أثناء الامتحانات، خصوصاً أنه «أون لاين».. فكيف نميز الطالب المجتهد من الطالب الغشاش؟.. لاحظ أنك تمتحن فى البيت ومعك الكتب، ومعك أشقاؤك الكبار والأب موجود والأم.. هتبقى «امتحانات بارتى» كل واحد يدلى برأيه فيها.. فهل نتعلم لكى نمتحن فقط؟.. أم نتعلم لكى نفهم شيئاً فى الحياة؟.. وكيف تتصرف وزارة التعليم فى هذه القضية؟!
هل الأبحاث بالطريقة التى طلبتها الوزارة كافية لاختبار الطلاب وقدراتهم على التفوق؟.. أم أنها اختبارات صورية لا معنى لها، وكان الأفضل اعتبار نتيجة التيرم الأول، هى نتيجة العام والسلام؟، خاصة أن الطلاب قد امتحنوا التيرم الأول فى ظروف طبيعية، قبل إصابة البلاد بفيروس كورونا؟!.. لقد جلست بالصدفة مع ولى أمر كان يتباهى بأنه اشترى الأبحاث من المدرس، وأنه قام ببحث آخر أيهما أفضل، سيقدمه لابنه ليحفظه.. خاصة أنه من ورقتين فقط!
وأخيراً: هل نحن نهتم بالشكل على حساب المضمون؟.. أم أننا جادون فعلاً فى تغيير طريقة التعليم للانتقال من الحفظ والتلقين إلى البحث والاستقصاء؟.. وكيف نواجه «امتحانات بارتى» بإجراءات تربوية صارمة؟!