توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدث فى مصر!

  مصر اليوم -

حدث فى مصر

بقلم : محمد آمين

منذ زمن بعيد لم أسمع هذا الهتاف «الصحافة فين؟».. كان الرأى العام يثق فى صحافة بلاده، ويعرف أنها ملاذه، حين لا يكون له ملاذ.. وكان صوت الناس لصانع القرار.. عثرت على فيديو صغير.. كان طلاب طب الأسنان بجامعة دمنهور فى قاعة المحكمة يطالبون القضاء برد الاعتبار.. حيث كانوا يتدربون فى الزرائب المحيطة بالجامعة على «أسنان الجاموسة»!.

فلم أصدق عينى ولا أذنى مما سمعت.. ورحت اسأل: متى كان هذا؟.. هل انشغلنا بالسياسة عن كل شىء فى بلادنا؟.. هل تركنا التعليم يضيع، ونحن نجرى وراء سراب؟.. كيف يمكن الموافقة على كلية طب بلا تدريب؟.. كيف يسمح العميد ورئيس الجامعة بتدريبهم فى الزرائب المجاورة؟.. هل أسنان الإنسان مثل أسنان الجاموسة؟.. أين «الضمير العلمى» لهؤلاء؟!.

ويبدو أن هذا الفيديو قد قلّب علينا المواجع.. كيف يحدث هذا فى جامعة حكومية؟.. وكيف تمت الموافقة على الكلية وطرحها فى تنسيق طلاب الثانوية؟.. وكانت هيئة المحكمة أكثر حسمًا من الوزير ومن رئيس الجامعة وأصدرت حكمًا تاريخيًا بإغلاق الكلية وتحويل الطلاب على أربع جامعات، وإحالة المسؤولين للتحقيق الجنائى.. فتم نقل الطلاب فقط دون تحقيق!. فهل تعلم أن رئيس الجامعة صاحب الواقعة الشهيرة مازال يدير الجامعة بنفس المنطق؟.. هل تعلم أنه باقٍ فى منصبه حتى الآن لم يمسسه سوء؟.. هل تعلم أنه أطاح بنصف أعضاء هيئة التدريس خشية أن ينافسوه فى أى ترشيح جديد لرئاسة الجامعة؟.. فأين الأجهزة الرقابية؟.. ومن الذى يحمى هذا الرجل، مع أن واقعة التدريب على الجاموسة كفيلة بالإطاحة به؟!.

وفى رحلة البحث عن تفاصيل القضية، علمت أن وزير التعليم العالى كان الدكتور السيد عبدالخالق، وقرأت الشكاوى التى رفعها الطلاب أيامها قبل اللجوء للقضاء.. وعلمت أن رئيس الجامعة أيامها مازال هو رئيس الجامعة الآن، وهو الدكتور عبيد عبدالعاطى صالح.. وعلمت أن القاضى العبقرى الذى أغلق الكلية هو المستشار محمد خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة!.

وصفت المحكمة تدريب الطلاب على أسنان الجاموسة بأنه عبث وظيفى، وجُرم جنائى، وإثم تأديبى، وكارثة على التعليم فى مصر.. ودعت المحكمة رئيس الجمهورية لمحاسبة رئيس الجامعة، وقررت نقل الطلاب فورًا إلى جامعات الإسكندرية وطنطا والمنصورة وكفر الشيخ، وتشكيل لجنة للتحقيق فى الكارثة.. المفاجأة أنه لا شىء حدث، وبقى الرجل فى منصبه الرفيع (!).

وهنا تذكرت حكاية تشرشل والقضاء، فقد قرر القاضى نقل المطار الحربى بعيدًا عن العمران، لأن صوت الطائرات يزعج طلاب المدرسة.. وقال تشرشل «خير لنا أن نخسر الحرب من أن يقال إننا لا ننفذ أحكام القضاء».. وباختصار، فإنه لا يحمى هذا الوطن إلا صحافة حرة وقضاء عادل.. الصحافة فين؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدث فى مصر حدث فى مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon