توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدث فى مصر!

  مصر اليوم -

حدث فى مصر

بقلم : محمد آمين

منذ زمن بعيد لم أسمع هذا الهتاف «الصحافة فين؟».. كان الرأى العام يثق فى صحافة بلاده، ويعرف أنها ملاذه، حين لا يكون له ملاذ.. وكان صوت الناس لصانع القرار.. عثرت على فيديو صغير.. كان طلاب طب الأسنان بجامعة دمنهور فى قاعة المحكمة يطالبون القضاء برد الاعتبار.. حيث كانوا يتدربون فى الزرائب المحيطة بالجامعة على «أسنان الجاموسة»!.

فلم أصدق عينى ولا أذنى مما سمعت.. ورحت اسأل: متى كان هذا؟.. هل انشغلنا بالسياسة عن كل شىء فى بلادنا؟.. هل تركنا التعليم يضيع، ونحن نجرى وراء سراب؟.. كيف يمكن الموافقة على كلية طب بلا تدريب؟.. كيف يسمح العميد ورئيس الجامعة بتدريبهم فى الزرائب المجاورة؟.. هل أسنان الإنسان مثل أسنان الجاموسة؟.. أين «الضمير العلمى» لهؤلاء؟!.

ويبدو أن هذا الفيديو قد قلّب علينا المواجع.. كيف يحدث هذا فى جامعة حكومية؟.. وكيف تمت الموافقة على الكلية وطرحها فى تنسيق طلاب الثانوية؟.. وكانت هيئة المحكمة أكثر حسمًا من الوزير ومن رئيس الجامعة وأصدرت حكمًا تاريخيًا بإغلاق الكلية وتحويل الطلاب على أربع جامعات، وإحالة المسؤولين للتحقيق الجنائى.. فتم نقل الطلاب فقط دون تحقيق!. فهل تعلم أن رئيس الجامعة صاحب الواقعة الشهيرة مازال يدير الجامعة بنفس المنطق؟.. هل تعلم أنه باقٍ فى منصبه حتى الآن لم يمسسه سوء؟.. هل تعلم أنه أطاح بنصف أعضاء هيئة التدريس خشية أن ينافسوه فى أى ترشيح جديد لرئاسة الجامعة؟.. فأين الأجهزة الرقابية؟.. ومن الذى يحمى هذا الرجل، مع أن واقعة التدريب على الجاموسة كفيلة بالإطاحة به؟!.

وفى رحلة البحث عن تفاصيل القضية، علمت أن وزير التعليم العالى كان الدكتور السيد عبدالخالق، وقرأت الشكاوى التى رفعها الطلاب أيامها قبل اللجوء للقضاء.. وعلمت أن رئيس الجامعة أيامها مازال هو رئيس الجامعة الآن، وهو الدكتور عبيد عبدالعاطى صالح.. وعلمت أن القاضى العبقرى الذى أغلق الكلية هو المستشار محمد خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة!.

وصفت المحكمة تدريب الطلاب على أسنان الجاموسة بأنه عبث وظيفى، وجُرم جنائى، وإثم تأديبى، وكارثة على التعليم فى مصر.. ودعت المحكمة رئيس الجمهورية لمحاسبة رئيس الجامعة، وقررت نقل الطلاب فورًا إلى جامعات الإسكندرية وطنطا والمنصورة وكفر الشيخ، وتشكيل لجنة للتحقيق فى الكارثة.. المفاجأة أنه لا شىء حدث، وبقى الرجل فى منصبه الرفيع (!).

وهنا تذكرت حكاية تشرشل والقضاء، فقد قرر القاضى نقل المطار الحربى بعيدًا عن العمران، لأن صوت الطائرات يزعج طلاب المدرسة.. وقال تشرشل «خير لنا أن نخسر الحرب من أن يقال إننا لا ننفذ أحكام القضاء».. وباختصار، فإنه لا يحمى هذا الوطن إلا صحافة حرة وقضاء عادل.. الصحافة فين؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدث فى مصر حدث فى مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon