بقلم : محمد آمين
هناك نوع من المديرين ينطبق عليهم هذا الوصف.. لأنهم نكديون يصدرون التكشيرة والأخبار السيئة.. من هؤلاء مستر ادهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، الذى ينتمى إلى أصول إثيوبية.. وقد أعجبنى مقال كتبه الدكتور عبدالمنعم عمارة بعنوان: «رئيس وزراء إثيوبيا ومدير منظمة الصحة العالمية أداء واحد».. وهو يقصد فشل واحد.. وقد أصاب الهدف بمقارنة بسيطة.. وعبر عن الموقف بكلمة واحدة.. فالرجل لا يبشرنا بعلاج ولا مصل ولا يبشرنا بانتهاء الوباء، ولا ترى فى تصريحاته نهاية لكورونا!
وكثيراً ما يذكرنا أننا سنتعايش مع كورونا وأنه سيبقى معنا طويلاً.. فأين جهود المنظمة الدولية لوقف الوباء أو الحد من انتشاره؟.. أين علماء الأوبئة التابعون للمنظمة؟.. وأين التكنولوجيا والمعرفة التى تمتلكها المنظمة لوقف الوباء؟؟.. هل معقول أن تدور تصريحات مدير المنظمة عن أعداد الإصابات والوفيات فقط؟.. هل يعقل أن تصبح المنظمة مجرد عداد، حتى بلغت الإصابات 22 مليونا و81 ألفاً حول العالم، فضلاً عن وفاة 800 ألف مصاب بالفيروس؟!
المثير للاهتمام أننا كلما ظننا أننا تعافينا ووصلنا إلى أحد اللقاحات، قال مستر ادهانوم إن الوقت مبكر للتعافى.. وإن الأنفلونزا الإسبانية عام 1918 استغرقت حوالى عامين حتى انتهت!
والسؤال: هل العلم منذ قرن مضى لم يتقدم خطوة واحدة حتى الآن؟.. وهل العالم فى 2020 هو نفس العالم فى 1918؟!.. فهل يحمل مدير المنظمة العالمية الخير أم النكد؟.. هل يتكلم بما لديه من معلومات؟.. وهل المعلومات التى يملكها تعبر عن حالة سواد لا تنتهى؟.. وهل شرط أن نقضى عامين مثل الأنفلونزا الإسبانية؟.. أريد أن أعرف أسباب هذا القياس!
ملاحظتى أن مستر ادهانوم مضى على طريق المستشار العلمى للحكومة البريطانية الذى قال فى بداية الوباء «ودعوا أحبابكم»، وكانت تعكس حالة كبرى من التشاؤم الذى يثير الرعب ويملأ جيوب شركات الدواء بالمليارات!
وأظنه مضى على طريق الرئيس ترامب أيضاً الذى قال كلاماً مماثلاً فى بداية الأزمة.. وهذا لا يصح من رجل يجمع كل خيوط اللعبة فى يديه.. ومفترض أيضاً أنه يعرف أصل الوباء من الألف إلى الياء، إن كان طبيعياً وإن كان مصنوعاً فى معامل الصين أو أمريكا، ويعرف إن كان الهدف منه هو البيزنس أم لا؟!
هناك شىء لا نعرفه بالتأكيد، ولكن ربما يعرفه مستر ادهانوم.. وقد اتهمه البعض بالغموض وأن المنظمة العالمية تلعب سياسة، وتخرج عن مسارها فى تقديم الخدمة الصحية لمن يطلبها.. فهل قضى على سمعة المنظمة العالمية؟.. هل خسرت كثيراً بسبب وجوده على قمتها؟!
باختصار، أرجو أن نعيش حتى نراه يعلن رسميًا انتهاء الوباء عالمياً.. وأن يفك تكشيرته الأبدية.. وأن يقدم أخبارًا جيدة عن محاصرة الوباء والوصول إلى لقاح يحمى سكان العالم من وباء كورونا، وساعتها سوف أعتذر عن وصفه بالمدير النكدى!