بقلم : محمد أمين
الناس معادن يا صاحبى.. ومن أغلى المعادن تلاقى ناس.. وناس قلوبهم حديد وناس قلوبهم ماس.. وفى كل أزمات مصر سوف تعرف معادن الناس.. الوطنيين وغير الوطنيين.. مثلاً الفرق بين المسيحيين والإخوان المجرمين كالفرق بين السماء والأرض.. وكما يقولون كالفرق بين الثرى والثريا.. فلا يوجد مسيحى مصرى يستدعى أحداً ضد وطنه.. بالطبع لا يوجد أحد.. فلا يوجد مسيحى مصرى يضع صورة رئيسة إثيوبيا المسيحية على بروفايله، ولا صورة ترامب، ولا يوجد قسيس يحرّض المسيحيين ضد جيش بلاده، أو يدعو على مصر فى الصلاة لصالح إثيوبيا.. لا يوجد أحد!.
ولا يوجد مسيحى مصرى كتب على صفحته اللهم انصر الجيش الإثيوبى على الجيش المصرى، ولا يوجد مسيحى مصرى دعا أن تحتل إثيوبيا مصر.. وهكذا يفعل الإخوان المجرمون.. ويستدعون أردوغان، ويتمنون أن ندخل حرباً فى إثيوبيا ونترك ليبيا لحبيبهم أردوغان، ويتحدثون عن جيش السلطان العثمانى وقدرات الجيش السلطانى.. ويضعون صور أردوغان الإخوانى على بروفايلاتهم.. هذا هو الفرق بين أصحاب الأرض الذين يدافعون عنها، والإخوان الذين يرون أن الوطن حفنة من تراب عفن!.
على مدى التاريخ، لم يخرج المسيحيون ضد الوطن يستقبلون الغزاة، أو يرحبون بالاحتلال.. بل كانوا يقفون فى الصف الأول للدفاع عنه.. وفى كل معارك التحرير والاستقلال اختلطت دماء المسيحيين بتراب هذه الأرض، بينما كان الإخوان يتناولون الغداء فى معركة 6 أكتوبر، كما قال صبحى صالح فى معرض ذكرياته عن حرب أكتوبر، مع أنها كانت تصادف العاشر من رمضان!، بينما الإخوان يهللون لأردوغان، ويقاتلون فى صفوفه كمرتزقة.. سواء يحملون السلاح أو يوجهون الإعلام!.
هذه المعانى السابقة تلقيتها فى رسالة من صديقى اللواء حمدى الجزار، مساعد وزير التنمية المحلية، وقال إنها جاءت إليه من أصدقاء مسيحيين.. وهذا هو الفرق فعلاً بين الوطن والجماعة.. فالمسيحيون يؤمنون بالله والوطن، والإخوان يؤمنون بالمرشد والجماعة.. لا يهمهم الوطن إلا بقدر ما تستفيد منه الجماعة، وهذا هو الفرق بين أصحاب الأرض ومن يرى الوطن حفنة من تراب عفن، كما قال مرشدهم الراحل، وتربى على ذلك أجيال من الإخوان، لا يعرفون معنى الوطن!.
هذه حقيقة.. لا يعرفون معنى الوطن ولا يعرفون يعنى إيه كلمة وطن.. لأنهم لم يتربوا على قيم الولاء والانتماء، ولاؤهم للجماعة، وولاؤهم لسلطان الخلافة المزعومة.. وهو لا يهتم بالخلافة ولا أى شىء.. ويكرس القيم غير الإسلامية فى بلاده، ويجعل الإسلام ستاراً لحكم الجماعة وتنظيم الإخوان، الذى يدعمه وينفق عليه.. ويعيش أكذوبة كبرى!.
مرة أخرى، لا أحب هذه المقارنة أصلاً.. لكنها مقارنة تفرض نفسها على أرض الواقع.. لدرجة أن البعض لاحظ الفروق الكبيرة بين الوطنيين وغير الوطنيين.. فهناك من يحافظ على هوية مصر، وهناك من لا يهمه مسح مصر من على خريطة العالم، لأنها تقف حجر عثرة فى سبيل مشروعه أو فى سبيل الخرافة الأسطورية!.