بقلم - محمد أمين
على مدى أيام مضت، وجدت مساحات فى الصحف تتحدث عن المسؤولية الاجتماعية للشركات والبنوك فى مصر.. وكانت فى معظمها تقريباً تتحدث عن مساعدة الأيتام والترفيه عنهم.. وهو شىء طيب بلاشك.. ولكن لا ينبغى أن تقتصر المسؤولية الاجتماعية على تقديم فسحة لليتيم فقط.. ومن المهم أيضاً أن يكون هناك تسهيل للإجراءات فى البنوك لتشجيع الا��تثمار أيضاً!.
فمصر لا تنهض أبداً بتقديم سمكة للمحتاج، مصر تنهض بتعليم الناس الصيد.. المثل يقول لا تعطنى سمكة ولكن علمنى الصيد.. وبالتالى أظن أن الأهم من الأعمال الخيرية للبنوك، الأعمال البنكية وتشجيع الاستثمار.. فملايين الشباب لا يستطيعون الحصول على قرض بضمان المشروع.. الصناعة هى التى تضع مصر فى المقدمة، وتوفر فرص العمل، وتتراجع معدلات البطالة!.
ولا أدرى حتى الآن ما هو موقف مبادرة البنك المركزى؟.. إلى أين وصلنا؟.. كم مصنعا أنشانا؟.. وكم شابا استفاد من مبادرة الرئيس؟.. لكن ما أعلمه أن هناك تعطيلاً فى منح القرض.. وهذه رسالة من الأستاذ أحمد فتحى أحمد، يقول فيها: «طالعت مقال سيادتك الذى تتحدث فيه عن قيمة الوقت والعمل وأننا سنقف أمام الله وسيتم سؤالنا عن العمر والصحة والمال فيما أضعناهم؟!
وهذا ما شجعنى أن أعرض مشكلتى هذه على حضرتك.. أكيد حضرتك على علم بمبادرة البنك المركزى بتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. وأكيد كمان شاهدت الحملة الإعلانية الخاصة بالشمول المالى والتى كانت تحت عنوان (القرض يغير حياتك).. وأيضا سمعت الرئيس وهو يقول لو فيه شاب مجتهد وشاطر نديله قرض بدون فوايد.. وأنا شاب عايز قرض!.
لا أريد قرضاً يا سيدى لآكل أو أشرب أو أتفسح.. فقط أريد أن أبدأ رحلة البحث عن إثبات الذات وتحقيق حلم قديم لى.. وقد ذهبت إلى البنك الأهلى للحصول على القرض، وفوجئت بالرد التالى، أن البنك لا يمول مشاريع استصلاح الأراضى، ولكن يمول مشاريع الإنتاج الحيوانى.. ثم أُعلن رسمياً عن تحويل الصندوق الاجتماعى إلى (صندوق تنمية) للمشروعات الصغيرة والمتوسطة!.
واستبشرت خيراً حين شاهدت رئيس الجهاز، فى لقاء تليفزيونى، تتحدث عن أنهم لا يريدون من الشباب سوى أن يكونوا (جادين) فى إقامة المشروعات.. فقلت (يا مانت كريم يا رب).. وذهبت للجهاز وكان الرد أن مبادرة البنك المركزى لا تمول استصلاح الأراضى، ولكن تمول مشروع البتلو.. طيب أروح لمين؟.. ومن يستصلح الأراضى إذن؟.. هل نفتح سوبر ماركت أفضل؟!».
واختتم رسالته قائلاً: «المبادرة تنص على أن قروض المشاريع الصناعية والزراعية تقدم بفائدة 5%، أما المشاريع التجارية تقدم بـ7 و9%.. فأرجو من سيادتك عرض هذه المشكلة، عسى أن يقرأها محافظ البنك المركزى، أو رئيس الجهاز، وأصل إلى حل.. ولسيادتكم جزيل الشكر والتقدير!.
نقلاً عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع