بقلم : محمد أمين
شىء كبير حدث.. بهذه التويتة، أعلن الرئيس ترامب أنه تم الخلاص من زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادى.. فقد تخلص الأمريكان منه، كما تخلصوا من أسامة بن لادن قبله.. فلا هو زعيم تنظيم دولة، ولا هو خليفة أيضاً.. إنه زعيم عصابة استخدمته أميركا ، كما استخدمت زعيم تنظيم القاعدة.. وهو فى أقصى تقدير ورقة كلينيكس، تُستخدم ثم تُلقى فى الزبالة!.
انتهى الدرس يا غبى.. هكذا قال له الأمريكان.. وهكذا يقولون لكل عميل مثله، لا يعرف حجمه، وغدًا يقولون ذلك لزعيم التنظيم الدولى للإخوان، وجماعة الشر.. وبعد غد يقولون ذلك لأردوجان.. كل هؤلاء عملاء.. يعتقدون فى لحظة أنهم «زعماء».. لا يقرأون التاريخ جيداً.. كل تنظيم اخترعوه أدى مهمة، ثم تخلصوا منه.. أو حتى فجّر نفسه، ولم يتركهم ليقتلوه ذليلاً!.
والأهم أن أمريكا أبلغت حلفاءها العراقيين، ولم تبلغ حليفها التركى.. «السلطان قلاوووظ».. استيقظ على خبر مقتل زعيم التنظيم، الذى مكّنه من تقسيم وتفتيت سوريا.. وتم تحديد مكان البغدادى واستهدفته غارة جوية بثمانى طائرات مقاتلة للخلاص منه.. هكذا قال مسؤول بالبنتاجون.. وكان ترامب قد وافق قبل أسبوع على العملية.. واليوم العالم بلا «زعيم العصابة»!.
وهناك روايات حول مقتل «البغدادى».. الأولى: أن مروحيات أمريكية مقاتلة حلقت فوق مكان إقامته فى إدلب، وأن البغدادى كان هدفاً لعملية سرية تكتب نهايته.. الثانية: أن البغدادى فجّر نفسه بحزام ناسف أو سترة ناسفة، حين فشل فى تهريب عائلته عبر الحدود لسوريا.. الثالثة: أن البغدادى كان فى طريقه هارباً إلى تركيا وليس إدلب، وقُتلت زوجتان من زوجاته!.
وفى كل الأحوال، فإن هناك إجماعاً على مقتل البغدادى، ربما الاختلاف فى الروايات.. كان هارباً إلى سوريا أو تركيا، أو كان فى إدلب.. خائن ظن أنه «زعيم».. يأمر فيطاع، ويوزع الملايين بلا حساب، ويبيع النفط ويسلح رجاله، تحت إشراف «أردوجان».. والسؤال: لماذا لم يتم إبلاغ «أردوجان»؟.. والإجابة معروفة طبعاً، لأنه كان من الممكن أن يكشف «سر العملية»!.
سقوط البغدادى هو سطر النهاية فى تنظيم داعش.. كما كان سقوط «بن لادن» سطر النهاية فى تنظيم القاعدة.. فهل معنى ذلك أن الدور الآن على التنظيم الدولى؟.. هل معنى ذلك نهاية السلطان العثمانى؟.. هل بدأ العد التنازلى فعلاً؟.. هل فقد أردوجان شريكاً أصيلاً، ساعده فى سحق الأكراد وضرب سوريا؟.. هل هى بداية لتحرير سوريا، وهروب أنصاره من الجحيم؟!.
وأخيراً، لم يكن «البغدادى» سوى ورقة كلينيكس.. ولم يكن سوى عميل دربه الموساد لتنفيذ «مهمة».. وعندما انتهت، تخلصوا منه بطلقة رصاص.. نهاية طبيعية للخيانة.. وهى النهاية نفسها، لكل العملاء فى قطر وتركيا.. ولا يهمنى أن يستفيد «ترامب» فى انتخابات الرئاسة.. المهم أن نستفيد!