بقلم : محمد أمين
بالتأكيد سمع الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، نداءات واستغاثات المصريين تعقيبًا على استشهاد رجالنا فى بئر العبد.. كانوا يطالبون الرئيس بالثأر.. وما كاد المصريون يوارون شهداءهم التراب الطاهر، حتى انطلقت القوات الخاصة والصاعقة تمشط سيناء بالكامل بحثًا عن تكفيريين يختبئون فى المزارع.. وتم الرد بعد ساعات فقط، فتم تطهير سيناء من 126 تكفيريًا وضبط 266 عنصرًا إجراميًا.. وذلك مع ذكرى نصر العاشر من رمضان!
وتشاء إرادة الله أن يتحقق الثأر فى ذكرى النصر العظيم ويكتب الرئيس على صفحته: «يهلّ علينا اليوم ذكرى انتصار العاشر من رمضان، أحد أعظم أيام مصر فى تاريخها الحديث، والذى صنعته العسكرية المصرية لتبقى ذكراه خالدة فى وجداننا جميعًا، ليس فقط لأنه يوم العزة والكرامة، بل لأنه بدقة التخطيط، وبجسارة التنفيذ، ليصبح ذلك اليوم نموذجًا ملهمًا ومنهج عمل للعبور إلى المستقبل».
ولم يكن أحد يتوقع أن يكون الرد بهذه السرعة أبدًا.. إلا أن جيشنا العظيم لم يشأ أن يشعر المصريون بالانكسار فى ذكرى النصر، وقد تكلم الرئيس عن قهر المستحيل ودقة التخطيط والتنفيذ ورد الاعتبار والكرامة.. فقد جاءت حادثة بئر العبد فى توقيت شعر فيه المصريون أنهم يلتفون حول رمز الشهداء اسمه الشهيد منسى، وأراد الإرهابيون أن تتحول الفرحة إلى بكاء من جديد على الشهداء، وبالتالى كانت الرمزية موجودة أيضًا فى ذكرى النصر، وتم تحقيق نصر آخر.. لينام الشهداء قريرى العين، وينام أهلهم بعد الثأر لهم.. وكان بيان القوات المسلحة شافيًا لما فى الصدور!
لقد طاردهم رجال الجيش على كافة الاتجاهات الاستراتيجية شرقًا وغربًا وجنوبًا، وتم اكتشاف وتفجير 630 عبوة ناسفة تم زراعتها لاستهداف قواتنا على طرق التحرك بمناطق العمليات، وتم تدمير 8 فتحات أنفاق.. ومعناه أن التكفيريين ما زالوا يأتون من غزة وتزودهم حماس بالمؤن والعتاد.. ومعناه أن الإرهاب مستمر ولكننا سوف نقضى عليه بإذن الله، مهما كلفنا ذلك من شهداء جدد!
تخيل حجم وعدد العبوات الناسفة؟.. لقد زرعوا سيناء بالعبوات الناسفة لاصطياد الجيش.. فهل هؤلاء مصريون أو حتى عرب؟.. هل هؤلاء بشر؟.. الغريب أنك ستجد من يدافع عن هؤلاء الإرهابيين، حين تحصدهم بنادق القوات المسلحة.. وستجد من يتحدث عن حرمة الدم، ومن يتحدث عن قتل المدنيين.. لأن وراءهم آلة إعلامية خبيثة تحاول تغيير قناعات المصريين وتصور الإرهابيين أنهم مدنيون وأنهم من أبناء سيناء.. فلا تصدقوا هؤلاء ولا أجهزة مخابراتهم التى تدفعهم للحرب وتمولهم لشغل القوات المسلحة عن مشروع إعادة بناء مصر!
ومهما كان، فلن يفقد المصريون عزيمتهم، ولا إصرارهم على تطهير كل شبر فى سيناء، مهما كلفنا ذلك من شهداء وأموال.. ولن تنكسر إرادتنا ولن تنكسر معنوياتنا.. كلنا الجيش المصرى.. الجيش المصرى رجال.. وتحيا مصر.