توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تفرحوا كثيرًا

  مصر اليوم -

لا تفرحوا كثيرًا

بقلم : محمد أمين

كثيراً ما كنت أدعو المصريين إلى التوجه جنوباً بدلاً من التوجه نحو الشمال، وكنت أقصد التوجه إلى إفريقيا بداية من السودان وإثيوبيا إلى كل إفريقيا باعتبارها الامتداد الطبيعى لمصر الإفريقية، حيث الاستثمار والأيدى العاملة الأرخص.. ولم أكن أتصور فى يوم من الأيام أن تلعب أى دولة إفريقية ضد مصر أو تكايدها على طريقة الضرائر.. وتبين أن إثيوبيا تفعل ذلك دون النظر إلى مشاعر المصريين، وهى تملأ الشوارع بالمياه احتفالاً بالملء الأول للسد الإثيوبى، وتستكثر على مصر حصتها من مياه النيل!.

وفى الحقيقة فقد رأينا هذه المكايدات فى فيديوهات بثها إثيوبيون على شبكة الإنترنت، وكانوا يقسمون كوب الماء ربعه للسودان وثلاثة أرباعه لإثيوبيا، وكنت أعتقد أنها حالة كاشفة لبعض الغضب من جانب فصائل بعينها، خصوصا أن هناك طوائف أخرى أنكرت هذه التصرفات على أبى أحمد، وقالت مصر تأخذ ما تريد.. الغريب أن البعض من السودانيين فعلوها قبلهم منحازين إلى إثيوبيا، ويقولون «إثيوبيا أخت بلادى».. ولا أعرف موقف السودان الآن بعد أن قطعت إثيوبيا مياه النهر كاملة عن السودان، وكيف يرون أخت بلادهم تهدر مياه النهر على أن تصل إليهم؟

لا نكره احتفالات الإثيوبيين لنجاح مشروعهم.. إن كان للتنمية وليس للمكايدة والغيظ.. ولكن نكره أن يعميهم الطمع فيقطعوا مياه النهر عن دولتى المصب، السودان ومصر.. وفى الحقيقة نحن نعرف أن إثيوبيا بلاد طيبة لا تنبت إلا طيبين منذ ملك الحبشة فى عصر الرسول، فقد شهد له وقال إنه الملك العادل، وكانت أول هجرة إلى الحبشة.. فمتى ضاع هذا العدل ومتى تحول ملوك الحبشة وأمراؤها إلى متوحشين يقطعون الماعون؟!

قطعاً لن نصمت على التصرف الأحادى من جانب إثيوبيا، ولن تهنأ إثيوبيا بهذا الإجراء الذى لا يحترم العقود والمواثيق الدولية.. فلا يعنى أن تضعنا إثيوبيا أمام الأمر الواقع أن يظل أمراً واقعاً.. فنحن المصريين نستطيع تغيير الأمر الواقع بكل الوسائل الممكنة.. وهذه هى عقيدة المصريين قيادة وشعباً، ولو خضنا حرباً لا أول لها ولا آخر.. فقد كان الفرعون يأمر جنوده أن يهرعوا إذا تعطل النهر، ولا يعودوا إلا حين يزيلون كل الأسباب التى تعرقل تدفق النهر.. وبقيت هذه هى عقيدة المصريين منذ الأزل حتى الآن!.

أتمنى ألا تضطرنا إثيوبيا إلى اللجوء إلى أى خيارات خشنة.. ومازلت أدعوها إلى العودة إلى مائدة التفاوض، لوضع كل النقاط على الحروف فى ساعات الجفاف وساعات الفيضان، وآلية تنفيذ كل ذلك.. فإن كانت تريد بناء السد فقد فعلت، وإن كانت تريد الملء الأول فلم يكن محل خلاف.. وقد كانت مصر حسنة النية وداعمة للتنمية فى إثيوبيا دون هذا الغيظ ودون هذه المكايدة!.

وأخيراً، نحن لم نتأثر حتى الآن.. ولكن القصة إذا تأثرت مصر أو جف النهر.. ساعتها قد لا تتحمل مصر لحظة من هذا النوع.. وقد لا تنتظر بالمرة حتى ترضى إثيوبيا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تفرحوا كثيرًا لا تفرحوا كثيرًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon