بقلم : محمد أمين
الآن أستطيع أن أقول: كل الكلام عن ترشيح رئيس وزراء جديد لا محل له من الإعراب.. فقد سمعنا شائعات مؤخراً عن «اسم» من عصر مبارك.. وأظن أنه ليس وقته الآن.. كما أن مبررات بقاء الدكتور مصطفى مدبولى مازالت «قائمة».. ومن العدل أن تكون حكومته، أول حكومة تدخل مقر العاصمة الجديدة.. فالتغيير المطروح للوزراء، وليس «رئيس الوزراء»!
وأتوقع بالتالى أن يكون القرار الجمهورى تكليف مدبولى بتشكيل الحكومة، حال إعلان التغيير الوزارى.. وعندى شاهد آخر، أن ما حدث، أمس، فى مجلس النواب، كان هدفه تأكيد بقاء مدبولى، وأظن أن المجلس الذى يصفق لرئيس الوزراء، هو مؤشر على بقائه فى الحكم.. فهل يصفق له، ثم نفاجأ بأنه رحل فى اليوم التالى؟.. لا أظن والرئيس أيضاً يريد بقاءه!
وخلاصة الأمر أن «مدبولى» هو الذى سيشكل الحكومة القادمة، وأذهب لأكثر من ذلك، لأقول إن حكومته هى التى ستفتتح المقر الرسمى فى «العاصمة الإدارية»، كما حدث فى «مقر العلمين»، ثم يكون الكلام عن التغيير، أو الاستعانة به فى مكان آخر.. مدبولى لم يسبب أزمات من أى نوع.. فلا ألقى بتصريح على طريقة «وزير الإحسان»، ولا تسبب فى أى أزمة للحكم!
فمن الجائز هناك أخطاء، ولكن ربما يتحملها الوزراء.. وهؤلاء سوف يتركون لمجلس النواب، وسترتفع نغمة النقد قليلاً بحذر.. بحيث يكون هناك «نقد دون تجاوز».. كما قال الدكتور عبدالعال.. فقد قال إنه سوف يستدعى الحكومة، وسيحرك الأدوات البرلمانية.. كان هذا «سيناريو للتغيير».. لكن يبدو أن التغيير لن يخضع لرغبات خارجية، أو نيابية، أو شعبية!
ولعل أول نقد تلقاه رئيس الحكومة كان نقداً لا يمس رئيس الوزراء مصطفى مدبولى نفسه، حين قال «القصبى»: «تشريعاتكم متأخرة، والوزراء يتغيبون، وتأشيراتهم غير واضحة».. إنه نقد رحيم.. ربما كان السبب أن هذا المجلس لم يمارس النقد، منذ تم انتخابه.. وبالتالى لم يعتد نوابه على مواجهة الحكومة.. فقد رأينا الكلام عاماً، ولا يشير إلى اتهام له وزن!
فقد كان البعض يتخيل أن استدعاء الحكومة له «دلالة»، فى ترتيبات بعينها بشأن التغيير.. وهؤلاء كانوا يتصورون أنه «يوم استقالة الحكومة» وإعلان التغيير، وصدور قرارات جمهورية بإعادة التكليف، أو تكليف اسم آخر كرئيس وزراء، وتصعيد مدبولى لمهمة أخرى.. وكانت مجرد تكهنات.. على اعتبار أن المطبخ السياسى بدأ العمل، لدراسة وتقييم الوزراء!
وللأسف، لا ندرى ما يحدث الآن فى الكواليس.. الأسبوع الماضى كانت لدينا مؤشرات للتغيير.. اليوم ليس لدينا أى شىء.. زمان كنا نعرف، وكانت ترشيحات الصحافة فى حسابات صانع القرار.. فهل تصلح حالة الصمت لصناعة حياة سياسية؟.. وهل الحكومة باقية، لكنها كانت فرصة للتنفيس؟!