توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكريات رمضانية!

  مصر اليوم -

ذكريات رمضانية

بقلم : محمد أمين

كانت الصحف قبل عصر الإنترنت تستعد لشهر رمضان بصحفتين على الأقل، إن لم يكن أربع صفحات، وكانت ومازالت تعتبر شهر رمضان شهر قراءة، فتقدم المسابقات والفوازير، وتطلب من قسم الإعلانات تمويل هدايا الشهر عن طريق العملاء الذين يرأسون شركات إنتاج السلع الرمضانية، وكلفنى رئيس التحرير الأستاذ جمال بدوى بأن أقدم الصفحات الرمضانية، وهى المرة الأولى التى أنتقل فيها من العمل بقطاع الأخبار للعمل بالصفحات المتخصصة. يومها استدعانى إلى الاجتماع وكنت لا أعرف لماذا استدعانى، وفوجئت أنه يكلفنى برئاسة الصفحات الدينية لهذا العام منتصف التسعينيات.. وقال: أثق أنك ستؤديها بطريقة رائعة. وقدم لى بعض المراجع المعاونة.. وكنت أؤمن أن الصحفى يمكن أن يعمل فى أى قطاع مادام يمارس ذلك بمهنية.. ووافقت كأننى فى حالة تحدٍّ مع النفس أولاً!.

كان أمامى أسبوعان حتى أقدم هذه الصفحات، وهى بالمناسبة صفحات مبيتة، يتم تقديمها مساء كل يوم لتدخل التنفيذ وتكون جاهزة فى صباح اليوم التالى، بالإعلانات والمسابقة اليومية.. ووضعت خطة العمل وطلبت من المخرج (سكرتير التحرير) أن يجهز لى ماكيتاً للملحق.. اخترناه معاً بشكل ديمقراطى!.

بدأت أقدم الصفحات كل يوم حتى ظهرت ملامحها بعد أسبوع.. وجاءنى الأستاذ جمال بدوى ليؤكد من جديد أنه كان على حق فى اختيارى، مع أننى لم أعمل ذلك من قبل وكنت أشتغل فى الأخبار.. وشكرته وطلبت منه قياس رد الفعل.. فقال إن الأزهر يتابع هذه الصفحات ومفتى الجمهورية ووزارة الأوقاف.. وكنت أقدم قصص الأنبياء، كل يوم قصة من وحى كتاب الدكتور محمد سيد طنطاوى الذى كان مفتى الجمهورية قبل أن يكون «شيخ الأزهر»!.

المهم أننى كتبت قصص الأنبياء بطريقة عصرية، أربط فيها بين التاريخ والحياة المعاصرة، وأقدم الأمثلة المصرية فى طريقة الحكى، فارتبط بها القراء وكانوا ينتظرونها.. كان واضحاً أن الذى يكتب القصص ليس من الأزهر، ولا هو درويش من الدراويش، وإنما يكتبها بروح كاتب يفكر ويعرف احتياجات الناس.. ومن أهم القصص التى عالجتها قصة سيدنا يوسف، وقصة الصراع بين الأشقاء من جهة وبين امرأة العزيز من جهة.. وتركت لنفسى حرية التفكير، فلم يمنعنى الكاتب الراحل جمال بدوى وشجعنى على ذلك فكراً ولغة!.

وحاول الراحل الكريم أن يثبت أن الصحفى يستطيع أن يعمل فى أى مجال بمهنية ملتزماً بالمعايير الصحفية.. ورشحنى بعدها لعمل صفحة اجتماعية، وتوالت الصفحات المتخصصة.. فتخلصت من لغة الأرقام وكتابة الأخبار وتحريرها، واعتمدت على الجملة الوصفية فكتبت بعدها المقالات!. المهم أن يكون رئيس التحرير «أشبه بالكوتش» الذى يعرف الاستفادة باللاعبين المميزين، ويؤمن بطاقاتهم.. وليس الرجل الذى يقيد كل فكر وإبداع، لأنه يمارس فقط دور الرقيب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات رمضانية ذكريات رمضانية



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon