توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منافسات انتخابية!

  مصر اليوم -

منافسات انتخابية

بقلم : محمد أمين

فى مثل هذه الأيام كانت سرادقات الانتخابات تشتعل بالمنافسات الانتخابية، وكانت الدواوير فى الريف مراكز للحركة والتربيطات مع العائلات والقبائل، وكان المرشحون يبذلون قصارى جهدهم لحل مشكلات التوظيف والمصالحات بين العائلات.. أو حل مشكلات التصالح على مخالفات البناء والزراعات.. وكانت الدولة تستجيب لبعض هذه الطلبات أو تتخذ قرارًا عامًا بالتصالح فى المخالفات الزراعية والإسكانية.. وكانت هذه بداية للعشوائيات التى عشناها فى حياتنا، وجاءت حكومة السيسى لتضع حدًا لها الآن، إلى غير رجعة!.

والمثير أن هذه الإجراءات لم تكن ميزة على المدى الطويل.. والغريب أن الدنيا تغيرت، فلم يعد المرشحون يلجأون للناخبين لخوض الانتخابات، وإنما تغيرت الأوضاع وأصبحت الانتخابات تُحسم فى الغرف المغلقة.. وأصبحت لدينا قائمة توافقية واحدة وموحدة باسم القائمة الوطنية.. وخطرها بعيد أيضًا على الممارسة السياسية لا يقل عن العشوائيات والمخالفات الزراعية والبنائية.. وأصبح النائب يأتى بعيدًا عن إرادة الناخب، وامتنع الناخب عن الذهاب إلى الصناديق، وخسرنا مكسبًا كبيرًا من مكاسب الثورات، وهو المشاركة الفعالة فى الانتخابات والاستفتاءات!.

فهل تعلم مثلًا أن الانتخابات التى تجرى فى شهر أكتوبر القادم لمجلس النواب تمت صناعتها كاملة بعيدًا عن الشارع السياسى، وهل تعلم أن الانتخابات لم تعد فى مقدور المواطن العادى، وإنما فى مقدور رجال الأعمال والقادرين فقط؟.. وهل تعلم أن المنافسات القديمة بين المرشحين أصبحت منافسات على القائمة وليست على الجمهور المستهدف؟.. وهل تعلم أن القائمة استوعبت الذين دفعوا أكثر من الذين لديهم شعبية كما يتردد؟!.

وبالمناسبة، فالصحافة أيضًا كانت تنتعش فى موسم الانتخابات وتعتبره موسمًا للأخبار والشائعات، وكان القراء يعتبرونه موسمًا للقراءة ومعرفة الأسرار والعلاقات المتشابكة بين العائلات.. وكانت الصحافة تكتب عن كل شىء، ومعيارها المصلحة العامة وحق القارئ فى المعرفة.. الآن لم نعد نكتب عن القائمة الوطنية.. ولأن انتقادها يُعتبر تشكيكًا فى العملية الانتخابية، وهو غير صحيح تمامًا.. فلا أحد يشكك فى القائمة الوطنية، ولا فى أعضائها، إنما حق النقد مكفول للصحافة، وحق الرد مكفول للمتضررين!.

فمن الجائز عندنا انتخابات ولكنها ليست فى الشارع، وإنما نعرفها من الأخبار فى الصحافة والإعلام.. وفى الأيام الأخيرة سوف يتم تعليق بعض الدعاية للتدليل على الانتخابات.. فلم يعد المرشح يحتاج الدعاية لأنه حسم موقفه فى مكان آخر غير الشارع وغير الصناديق.. وهى المشكلة التى ستواجهنا مستقبلًا عندما يعزف الجمهور عن الانتخابات!.

هذا هو الواقع الآن.. لكنه واقع يمكن الوصول إليه بسهولة من خلال المظاهر العامة.. من حركة الدواوير والسرادقات الانتخابية، والتربيطات بين المرشحين ورؤوس العائلات.. الآن تُحسم الانتخابات بدخول القائمة، ويحجز النائب مقعده فى البرلمان قبل الانتخابات!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منافسات انتخابية منافسات انتخابية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon