ما كتبه الدكتور عمرو الشوبكى، أمس، يصلح ورقة عمل لإصلاح الإعلام فى مصر.. وما كتبه الأستاذ عيسى فتحى، وسأعرضه الآن، يمكن اعتباره ورقة عمل أيضاً لإصلاح التعليم.. إن كنتم تشجعون الأفكار البَنّاءة.. هاتوا «الشوبكى» و«عيسى» واسمعوا اقتراحهما.. خذوا أفكارهما ولا تقولوا لهما شكراً.. فقط يريدان خدمة البلاد، أعطوهما فرصة واحدة لخدمة الوطن!.
وعندكم ما كتبه الدكتور الشوبكى، أما الأستاذ عيسى فهو يعلق على احتياجات مصر من الفصول الجديدة، والتى قدرها وزير التعليم بـ250 ألف فصل، بتكلفة إجمالية 130 مليار جنيه، حتى تقل الكثافة إلى 40 طالباً.. ويرد على تساؤل الرئيس: ماذا أفعل؟
يرى الرجل تقسيم التلاميذ إلى مجموعتين.. كل مجموعة 21 مليوناً، وكل مجموعة تذهب ثلاثة أيام فى الأسبوع!.
والاقتراح يقضى بانخفاض الكثافة إلى النصف.. على أن يتم تطويل اليوم الدراسى من الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً.. ويذاكر الطلاب دروسهم فى يوم الإجازة.. وهو لا يرى أنه حل دائم.. لكنه حل مؤقت.
النقطة الثانية تتعلق بمواجهة الدروس الخصوصية.. والأستاذ عيسى يقترح بث نحو عشرين قناة تعليمية، كل قناة تختص بسنة دراسية واحدة من سنوات التعليم العام!.
وهناك تفاصيل كثيرة فى كل اقتراح.. لكن خلاصة النتائج المتوقعة لهذين الاقتراحين:
أولاً: انخفاض كثافة الفصول إلى النصف.
ثانياً: وجود أثر مباشر على المرور، إذ ستنخفض نسبة الذاهبين للمدارس إلى النصف مما يقلل الكثافات المرورية فى أوقات الذهاب إلى المدارس والعودة منها، «أثر بيئى إيجابى»، إلى جانب تقليل استهلاك وقود السيارات، وتقليل استيراده من الخارج!.
ثالثاً: النتيجة المباشرة للدروس التعليمية من خلال التليفزيون أن كل طالب سيكون له مدرس خاص به بدلاً من المجموعات، وزحام المراكز الخاصة بالدروس الخصوصية.
رابعاً: توفير المبالغ الهائلة التى تُنفق على الدروس الخصوصية، والتى تتجاوز خمسة مليارات جنيه شهرياً.. ويمكن توجيه إنفاقها فى اتجاهات متعددة قد تساعد بقوة على تنشيط الاقتصاد القومى!.
خامساً: تعليم الطلاب من خلال مدرس التليفزيون، وبالتالى يكون هناك مصدر واحد بدلاً من تعدد المصادر.. فضلاً عن وجود التلاميذ فى البيوت تحت رعاية الأسرة، تفادياً لوجود الأولاد فى ضيافة المدرسين أو بقائهم بمنازل أصدقاء «خارج الرقابة».
سادساً: إعادة النظر فى المرتبات بصورة تحفظ كرامة المدرسين، ويتم اختيار أفضل العناصر لتقديم البرامج التليفزيونية!.
الرئيس حين يدرس ملف الإعلام يقول: ماذا أفعل؟.. وحين يدرس ملف التعليم يقول: ماذا أفعل؟.. وبالتأكيد هناك ملفات أخرى تبحث عن إجابة الرئيس.. فهل يعتبر الرئيس ما كتبه عمرو الشوبكى إجابة؟.. وهل يعتبر سيادة الرئيس مقترح الأستاذ عيسى إجابة؟.. عندنا إجابات لو أَحَب الرئيس!.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية