بقلم : محمد أمين
الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، يعمل فقط ولا يدخل في أي معركة جانبية مع الإعلام أو أي كائن آخر.. انتظر البعض أن يدخل في معركة مع رئيس نادى الزمالك، الذي قال له: إنت مين؟.. لكننى لم أنتظر رداً من الدكتور مدبولى.. أعرف أن وراءه أشياء كثيرة يريد إنجازها، كأنه في سباق مع الزمن.. تكليفات الرئيس بالنسبة له هي المعركة.. وهو ينجزها بكل ثقة وهدوء.. ولذلك لم يرد!
عاد «مدبولى» من الإسكندرية ولم يرد، ولم يرسل بوكيه ورد، ولم يرسل حتى تهنئة لنادى الزمالك الذي كان يلعب فيه كرة اليد.. عنده شغل كثير أولى بالاهتمام.. وزير الشباب أشرف صبحى خلّص الموضوع.. قال إنه حضر بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن رئيس الوزراء وانتهى الموضوع.. ورئيس الوزراء لا يريد أن يجعل للموضوع ذيلاً، فليس لديه رفاهية الوقت.. تعاهد مع الرئيس على الإنجاز فقط.. وأنا أطلب منه أن يقعد بين وقت وآخر مع الصحفيين ليشرح لهم ويسمع منهم.. هذا من صميم عمل رئيس الوزراء، وأيضاً لإنجاح المشروعات التي تقدمها الحكومة!
أعتقد ان «مدبولى» هو أنسب رئيس وزراء عمل مع الرئيس السيسى، فهو ينفذ ما يطلب منه ويجرى في التنفيذ بوعى.. كما أنه يتمتع بالشباب والحيوية التي تتطلبها الأعمال المطلوبة.. ولا يعنى هذا أن «محلب» كان أقل طاقة وشبابًا وحركة، أو شريف إسماعيل كان أقل جهداً وإنتاجاً.. كل هؤلاء جاءوا في التوقيت المناسب بالضبط.. محلب هو المؤسس لدولة المشروعات وهو البلدوزر الذي استعان به الرئيس، في البداية، واستعان محلب بوزيره الشاب مصطفى مدبولى.. وشريف إسماعيل وش الخير الذي تفجرت على يده ثروات مصر من النفط والغاز.. كلهم قدم لمصر الكثير!
لكل ذلك عرفت أن رئيس الوزراء لن يرد.. مفتاح شخصيته هو الهدوء والانضباط، لأنه من أسرة عسكرية.. ولم يرد على أي كاتب ولو بالعتاب أو بالتوضيح.. وهنا لى عتاب على رئيس الوزراء.. المفترض أن يتفاعل مع الرأى العام ويتفاعل مع ما يطرحه الإعلام، لكنه ليس بعيداً ولا قريباً من الكتاب.. وهى صيغة غريبة صنعها بنفسه!
ولكن لا أستطيع أن أتهم رئيس الوزراء أنه انشغل عما يطرحه الكتاب، وأنه يعيش في برج عاجى.. بالعكس هو يقرأ ما نكتبه ويعجبه أشياء ولا تعجبه أشياء.. لكنه لم يفقد ابتسامته معك.. ولا تعرف إن كان غضبان أم فرحان، ولكنه يؤمن بأن العمل العام له ضريبة يدفعها من راحته ومن أعصابه أيضاً!
من الآخر هو ليس رجلاً سياسياً.. فلا يعطى تصريحات يرد بها على أي مماحكات هنا وهناك.. ولا يدخل في أي معارك وكأنه ليس مقصودا بأى شىء.. هذا هو رئيس وزراء مصر الذي عرفته واقتربت منه وعرفت كيف يفكر وكيف ينسى الإساءة أحياناً!