بقلم : محمد أمين
هذه نصيحة، إن كان من حقى أن أنصح، فلا تستهينوا بشوية برد ولا شوية ضغط.. لا تقولوا: الناس كلها عندها برد، أو الناس كلها عندها ضغط.. اذهب إلى الطبيب فورًا.. وخذ العلاج.. شوية زى الكتير.. لقد كنت خارج الزمن منذ شهر بسبب شوية برد.. هجرت كل عاداتى.. خرجت من «فيس بوك» و«واتس آب».. وخرجت من جروب الدفعة.. أحس الجميع بهذا الغياب.. اتخضُّوا.. أين الرجل الذى كان يملأ الدنيا مرحًا وخفة دم؟.. سألنى البعض، قلت: شوية برد.. بعضهم قلّل من الأمر، وبعضهم قال: اذهب إلى الطبيب.. أما الدكتور صلاح الغزالى حرب فرجّح أنها تقلبات شتوية، وطلبنى غاضبًا ومعاتبًا.. وكلّمنى بلهجة الطبيب لا الصديق!
أسهل كلمة على لسان الدكتور صلاح الغزالى: «ماينفعش».. إزاى تاخد علاج خارج كشف الطبيب.. أومال احنا بنعمل إيه؟!.. أول شىء يطلبه فحوصات على الصدر والقلب.. القصة لم تعد سماعة فقط.. هناك أشياء مساعِدة للطبيب.. منها الفحوصات والتحاليل والأشعة.. هو لا يتاجر، ويكره مَن يغالى فى الكشف وطلب التحاليل، ومعنِىّ بالنصابين، ويكتب عنهم، ويلاحقهم معنويًا.. ويفضحهم!
سألنى الدكتور صلاح، وهو بالمناسبة قارئ ممتاز، وكاتب رائع: كيف كنتَ تكتب ما تكتب وأنت مريض؟.. فقلت: ليس على المريض حرج!.. وضحك، وابتسمت.. أنا فى حضرة الطبيب منضبط.. أسمع كلامه وأنفذ أوامره.. لا آكل ولا أشرب إلا بإذنه.. خصوصًا إذا كانت العلاقة بين المريض والطبيب قائمة على الحب.. والرفق أيضًا!
ولا يفوتنى أن أُذكِّركم بمتابعة النشرة الجوية.. فلا تسافروا قبل قراءة النشرة أو مطالعتها.. ولا تخرجوا من البيت قبل معرفتها.. فالأرصاد الجوية علم.. ولا تسافروا فى جو الأمطار والجو العاصف المثير للرمال، ولا تعتمدوا على الفذلكة والفهلوة.. فالعلم شىء والفهلوة شىء آخر.. ولا تأخذوا أدوية جربها غيركم.. كل حالة لها دواء خاص.. لا يصلح لغيرها.. وبلاش فذلكة..
وأنصحكم أيضًا بالآتى: لا يُقبِّل بعضكم بعضًا.. فقد وقعتُ من طولى بسبب «قبلة شريرة».. لا تظهر على صاحبها أعراض الأنفلونزا من الزكام والرشح والعطس.. إنما كانت الأعراض غير ظاهرة.. البرد كان فى العظم.. انتقل بهدوء حتى بلغ مبلغه مع وصولى إلى البيت.. ابعدوا عن التقبيل صيفًا وشتاء.. هو ليس يدل على الحب.. هناك قبلات الانتقام.. أخذت واحدة منها.. ولا تستطيع أن تؤاخذ مَن قبّلك.. هو لم يطعنك بسكين.. لكنه طعنك بقبلة شريرة.. فلا تُعْطِ خدك لكل مَن يريد تقبيلك!
باختصار: لا تستهتروا بشوية برد ولا شوية ضغط.. فإن معظم النار من مستصغر الشرر، كما يقولون!