بقلم : محمد أمين
الرئيس حين يسافر للخارج لأى سبب، لابد أنه يكلف رئيس الوزراء بإدارة شؤون البلاد.. ويكون التكليف بقرار محدد المدة.. هذه مسالة بروتوكولية.. صحيح أن رئيس الوزراء لا يفعل شيئاً بالتكليف.. إلا أنه إجراء رسمى.. فهل صدر قرار جمهورى بتكليف مصطفى مدبولى؟.. فماذا فعل بالتكليف؟.. رئيس الوزراء نفسه لديه صلاحيات لمواجهة «غرق القاهرة»!.
فما هي الإجراءات التي اتخذها «مدبولى» لإنقاذ القاهرة؟.. وهل يمكن أن يمر الأمر دون حساب؟.. هل طلب من الأجهزة السيادية سرعة التدخل؟.. هل طلب من وزير الداخلية تدخل رجال الأمن وفرق الإنقاذ؟.. هل طلب من وزارة الدفاع نجدة القاهرة ومنطقة مصر الجديدة وصلاح سالم؟.. أم أن الأمر اقتصر على تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات فقط؟!.
وبالتأكيد، فقد عاش المصريون ليلة، غابت فيها الحكومة تماماً عن الساحة، فالعائدون من المطار قضوا سبع ساعات في صلاح سالم.. بعد أن تم غلق أنفاق الثورة والعروبة والعبور.. طلاب المدارس تعذبوا عشر ساعات، وبعضهم دخلوا الأديرة والكنائس والمحطات لقضاء الحاجة.. فأين كانت الحكومة كل هذا الوقت؟.. التفسير الوحيد أن «الرئيس كان قد سافر»!.
في العام الماضى، كان الرئيس موجوداً حين غرق التجمع، وهنا تدخلت كل أجهزة الدولة بأمر الرئيس.. وعندما غرقت الإسكندرية تدخل الرئيس، وتحركت المنطقة الشمالية، وتمت السيطرة على الموقف.. الآن تحركت وزارة التنمية المحلية، وشركة الصرف الصحى.. لم يستخدم رئيس الوزراء صلاحياته.. ربما على أساس أن القاهرة لها محافظ، وفيها أجهزة!.
لقد كانت زيارة سريعة من الشتاء، و«إشارة خاطفة»، لكنها كشفت كل أجهزة الدولة، وكشفت حالة التراخى، لأن الرئيس «مسافر».. ومعناها معروف طبعاً.. وقد قرأت كلاماً كثيراً من أناس عالقين في الشوارع.. بعضهم يطالب بتغيير الحكومة فوراً.. وبعضهم يطالب بحركة محافظين.. وعلت نبرة «التغيير الآن».. فهل تم رصد هذا الكلام في «تقارير الرأى العام»؟!.
كنت أنتظر من رئيس الوزراء، أمس، في الاجتماع الأسبوعى للحكومة، أن يعتذر فوراً عما حدث للناس.. وكنت أنتظر منه أن يناقش الأمر على أنه كارثة حقيقية.. وكنت أنتظر منه قرارات شديدة وجريئة، وهو يرأس السلطة التنفيذية.. لكنه لا اعتذر، ولا اتخذ قرارات، ولا كشف عن عين حمراء، وهو ما يجعلنى أشعر بأن الأمر سيتكرر بعد يوم أو يومين أو شهر!.
وباختصار، حين كان الرئيس موجوداً في «قصر الاتحادية»، أنقذ التجمع، وأنقذ قبلها الإسكندرية.. وحين سافر غرقت القاهرة، بما فيها مصر الجديدة، ومنطقة قصر الاتحادية.. فماذا تنتظرون؟.. من الذي أشرف على عمليات الصيانة، وتجديد شبكة الصرف؟.. ومن الذي قال: تمام يا فندم؟!.