بقلم : محمد آمين
إذا كان منتدى شباب العالم يحتفى بالشباب المتميزين، وينقل تجاربهم، فمن باب أَوْلَى أن يدعو أحدث وأصغر رئيس وزراء الآن.. إنها «سانا ماريان»، رئيس وزراء فنلندا، التى وُلدت فى عام 87 وأصبحت زعيم الحزب الاشتراكى، ثم رئيسًا للوزراء بالانتخاب.. فلم يتساءل الفنلنديون: كيف هذا؟.. ولم ينكروا عليها جدارتها، وتم «انتخابها» للمنصب الرفيع!
يبدو أن العالم يهوى تحطيم الأرقام.. بريطانيا انتخبت ذات يوم ديفيد كاميرون رئيسًا للوزراء، كان عمره 37 سنة.. فنلندا اليوم تكسر الرقم.. تحطمه تحطيمًا.. تنتخب سيدة أقل عمرًا منه.. وبالمناسبة فنلندا من الدول التى حققت الرفاهية لشعبها، كما أنها دولة تتمتع بصحة وتعليم فوق الممتاز.. أيضًا هناك أحزاب سياسية هى التى قدمت «رئيسة» الحكومة الجديدة!
فلم يتم اختيارها محافظًا ولا نائب محافظ.. ولم يتم اختيارها وزيرًا للبيئة ولا للهجرة.. رئيسة وزراء مرة واحدة.. 50% من وزرائها سيدات.. أشاعت الحكومة حالة من البهجة فى فنلندا.. رُحت أقرأ بعض التقارير.. كانت «سانا» تأكل غزل البنات، وترضع طفلتها رضاعة طبيعية، لا تخجل منها.. وتحضر المناسبات الوطنية بشكل طبيعى، بلا أى عُقد ولا كلاكيع!
إنها أفضل مَن يحكى تجربتها السياسية فى منتدى الشباب.. وأفضل مَن تشرح لنا مسيرة الحياة.. نموذج ناجح مؤهَّل لحكم البلاد.. فقد فازت فى الانتخابات، ثم أصدرت تصريحًا رائعًا، قائلة: «يقع على عاتقنا الكثير من العمل لاستعادة الثقة»، وقالت: «لم أفكر يومًا فى عمرى، أو فى كونى امرأة، أفكر فى الأسباب التى دفعتنى إلى السياسة، وكيف اكتسبت ثقة الناخبين»!
الفكرة هى «ثقة الناخبين».. لأن الرئيس المنتخب أو المحافظ المنتخب سيعمل على إرضاء الناخبين.. «سانا» تحاول كسب ثقة الناخبين.. إنها أصغر رئيس وزراء فى بلادها، وواحدة من أصغر رؤساء الوزراء فى العالم.. وهى الآن أصغر من رئيس وزراء أوكرانيا، وعمره 35 عامًا.. إنها فكرة تحطيم الرقم.. نحن هنا نحاول إقناع الشعب بفكرة النواب الجدد!
وقد دعوت، فى مقال سابق، إدارة منتدى الشباب، إلى تقديم فقرة لنواب المحافظين.. ستكون رسالة مهمة للعالم بأن مصر تتغير.. وستكون حافزًا كبيرًا لجيل جديد من الشباب، سيصبح فى موقع المسؤولية يومًا ما.. مصر أيضًا حطمت الأرقام.. اختارت شبابًا فى سن الثلاثين لموقع المسؤولية.. سيأتى يوم يكونون فيه وزراء ورؤساء وزراء.. لسنا أقل من فنلندا ولا أوكرانيا!
باختصار، لا خوف من وجود الشباب، إذا كانت لدينا «مؤسسات وطنية» قوية.. عندما تكون لدينا حياة سياسية وأحزاب قوية، وصحافة حرة، وبرلمان مستقل.. كل هؤلاء سيؤدون مهامهم الوطنية.. لا أريد أن أُذكِّركم بأوباما وتونى بلير.. أنتم تعرفون أكثر منى.. المهم أن نقتنع!