بقلم : محمد أمين
ما يفعله رجب طيب أردوغان بجنوده هو ببساطة أنه يلقى بهم طُعمًا للسمك فى البحر المتوسط، وهو يعرف بالتأكيد أنها ليست دعوة على وليمة بحرية، وإنما زعامة فارغة على جثث شعبه المسكين.. فمن المؤكد أن الرئيس التركى لم يحصل على موافقة البرلمان ليشارك فى مباراة كرة قدم، وإنما ليدخل فى حرب، ليس مع ليبيا وحدها وإنما مع جيوش عربية مستعدة ولا تريد لهذا التركى البجم أن يعيد أمجاد أسلافه مرة أخرى على حساب العرب..
وأظن أن تصريح المسؤول العسكرى الليبى لن يذهب هباءً وهو يتوعد القوات التركية بإغراقها فى البحر عندما تفكر فى النزول إلى ليبيا منتهكةً السيادة الوطنية لدعم حكومة الوفاق.. وإلا فما معنى هذا العبور إلا الاحتلال؟ وما جزاء الاحتلال فى العُرف الدولى إلا المقاومة والقتل؟!.
وللأسف، لن تدخل ليبيا وحدها الحرب لصد العدوان التركى، وأعتقد أن القيادة المصرية كانت تدرس الأمر حين دعت وزير الدفاع ورئيس الأركان ومدير المخابرات لاجتماع طارئ منذ أيام.. كانت تدرس الموقف فيما لو اتخذ الرئيس التركى خطوة تحريك القوات إلى ليبيا.. وليبيا بالمناسبة ليست هى الهدف بهذا التحرش.. ولكنها مصر التى أفسدت عليه حلمه الكبير.. ولابد أن يذوق وبال أمره، ويعرف أنه دخل من المنطقة الخطأ.. فمصر حصينة ومحصنة وعصية على الأتراك وغيرهم.. وسيكون قراره شؤمًا عليه وتكون فيه نهايته!.
مصر ستكون مقبرة الأتراك، وستكون الحرب مكلفة للغاية ماديًا ومعنويًا.. ولن يعود أردوغان مهزومًا فقط، وإنما سيعود مكسورًا وأسيرًا على أرض الكنانة، يتمنى الموت ولا يدركه.
خسر العرب سوريا حين تركوها لقمة سائغة لكل معتدٍ أثيم، ولا أتخيل أن يخسروا ليبيا فتقع فى يد السلطان العثمانى هى الأخرى.. وإن تركها العرب فلن تتركها مصر أبدًا.. فمصر هى الجائزة وليست ليبيا.. وأظن أن مصر ستواجه قوات تركيا فى البحر قبل أن تصل إلى شواطئ ليبيا.
فيجب ألا تنتظر مصر قرار المجتمع الدولى ومجلس الأمن.. هناك موالسة على حساب بترول ليبيا.. وهذه هى الفرصة الأخيرة أمام الشعب الليبى.. إما أن يكون أو لا يكون.. الجيش والشعب والحكومة والبرلمان.. فلا تنتظروا أن تحارب لكم مصر بجيشها وشعبها، كما حاربت من أجل العرب على مدى قرون مضت.. فالجيش التركى لم يأتِ حتى يعود صفر اليدين، والمجتمع الدولى يتفرّج وهو فى أضعف حالاته!.
كلنا الجيش المصرى.. لن نتركه وحده يواجه تتار العصر.. كلنا جنود.. جيشنا شعب وشعبنا جيش.. لن نسلمه أبدًا.. ولن نقول له اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون.. ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.. وسيكون درسًا لكل تركى بجم.. الآن ومستقبلًا!.