بقلم : محمد أمين
تلقيتُ دعوة كريمة على العشاء من الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، فى مجمع الأديان، وتحديدًا فى المتحف القبطى، وهو وزير جاد ويتميز بالذكاء والحضور وإتقان اللغة الفرنسية، وكان العشاء على شرف جمعية الحج الفرنسية، وعشنا أجواء ساحرة على نغمات الموسيقى الراقية، كأننا فى حالة تسابيح، شارك فيها قيادات الكنيسة المهتمون باستعادة مسار العائلة المقدسة!.
وكانت لحظات عبر فيها الضيوف عن انبهارهم بعبقرية المكان، وعبر مدير جمعية الحج عن سعادته بالعودة إلى مصر، وقال: نحن نحب مصر.. وصفق الحضور له.. وأنا واحد من المتفائلين دائمًا.. وأحسب أن الدكتور العنانى سوف ينجح فى ملف السياحة كما نجح فى الآثار.. وأذكر أننى التقيته منذ شهرين فى سانت كاترين، كأنه كان يدرس الملف بكل الجدية المطلوبة!.
ومن حسن الطالع أن يبدأ بهذا الملف فور توليه حقيبة السياحة، وهى بركة لمصر، فضلًا عن كونها إضافة كبرى للدخل القومى المصرى من السياحة.. ومن دواعى التفاؤل أن يأتى قيادات جمعية الحج الفرنسية لزيارة مصر وهم يعرفونها، وعندهم فكرة طيبة عن مسار العائلة المقدسة، كما أن الجدية التى رأيتهم عليها تجعلنى أتفاءل أكثر بأن 2020 سيكون عامًا رائعًا للغاية!.
فلم يعزم الوزير ضيوفه فى أحد الفنادق الكبرى، ولكنه عزمهم فى قلب الحدث مباشرة.. وجاء بشركاء من رجال الأعمال والصحافة والسفراء، كأنه يضع لنفسه أجندة ونحن شهود عليها.. ولم يتحدث الوزير المحترم أن السياحة بالنسبة له كانت استكمالًا لمهمته كوزير للآثار.. أو أن السياحة بالنسبة له زى السكينة فى التورتة، ولكنه صارحنى بمخاوفه. وما دام المسؤول يخشى الفشل، سيسعى لإحراز النجاح.. المشكلة فى المسؤول الذى يتصور نفسه يعرف كل شىء مثل «أصابع يديه»!.
لكل ذلك أقول إنه سوف ينجح بتفوق، لأنه يجهز نفسه ويجهز أجندته ويعرف أولوياته.. وقد قال إن ملف العائلة المقدسة واحدة من أولوياته الكبرى.. ولا يفعل ذلك وحده، إنما استحضر كل أطراف العملية معه على العشاء.. فقد رأيت قيادات الكنيسة ورجال الأعمال الأقباط، منهم هانى عزيز، وتامر مكرم، رئيس جمعية الاستثمار السياحى بجنوب سيناء.. وكان كبار الكتاب شهودًا أيضًا!.
وقد كان حضور قيادات الكنيسة لافتًا لانتباه جمعية الحج، فأبدى مدير الجمعية سعادته بأن الإخوة الأقباط يحظون بمعاملة طيبة، وتحدث عن «الكوميونتى».. فرد العنانى بذكاء كبير: «إن الإخوة الأقباط ليسوا كوميونتى.. إحنا كلنا مصريين مسلمين ومسيحيين».. وكان من السهل أن يعرفوا ذلك بوضوح لو تكلم أحد الآباء أو تكلم هانى عزيز أو تامر مكرم.
وأتصور أن «العنانى» محظوظ حين يبدأ أيامه الأولى فى وزارة السياحة بمسار العائلة المقدسة، خاصة أنه ملف يحظى باهتمام رئاسى كبير، وبالتالى فقد وفرت الدولة بنية أساسية بلا حدود لإنجاح المسار.. وسيكون بركة علينا إن شاء الله.. حيث تُصبح مصر قِبلة دينية لسياح الغرب، بما لذلك من أثر كبير ماديًا ومعنويًا!.