بقلم : محمد أمين
حين تذهب إلى الإسماعيلية فى ذكرى نصر أكتوبر، فأنت لست فى ندوة، وإنما أنت فى قلب المعركة.. هؤلاء هم الفدائيون.. وأتحدى أن تتماسك حين تسمع أغنية «أمك تقولك يا بطل هات لى نهار».. 46 سنة وكأن النصر كان «أمس».. علِّموا أطفالكم الوطنية، وخذوهم إلى المتاحف.. فلتكن أول حصة اليوم عن العبور.. ولا تصدقوا «الأكاذيب» عن جيش مصر أبدًا!.
فقد تعرض الجيش وتعرضت مصر لحملة أكاذيب من الإخوان.. يريدون أن يضربوا معنويات الجيش.. ويريدون أن يكسروا مصر.. مصر بدون الجيش يمكن أن تنكسر، فكان الجيش هو الهدف.. خاضوا ضده حملة زور وتزوير.. حاولوا تدميره، بدعوى أنهم لا يقصدونه، وإنما يقصدون قائده الأعلى.. تَبّت أيديكم.. فلن يفقد الشعب «ثقته» فى جيشه إطلاقًا!.
وعلى فكرة «اللى له جيش ما ينضربش على بطنه»، و«اللى مالوش جيش ينضرب على قفاه».. فهل عرفتم لماذا الهجمة الشرسة على الجيش؟.. وهل عرفتم لماذا يطعنون فيه مرة بقولهم جيش المكرونة، ومرة إنه جيش يأكل حق المقاولين؟.. هل عرفتم لماذا خرج علينا المقاول الآن؟.. فلا تُسلِّموا آذانكم لكلام فارغ.. أدركوا حجم المعركة الضارية ضد مصر!.
ولقد سعدت بحضور صالون جمعية عبدالمنعم عمارة فى الإسماعيلية.. وقد فاجأنى الحضور بوعيهم الوطنى الكبير.. فقد كانت الأغانى الوطنية ترج أرجاء المجمع الإعلامى.. إنهم أبناء القناة الذين دافعوا عن سيناء.. إنهم الفدائيون منذ 67 حتى النصر وبعده.. قابلت وجوهًا كأنى أعرفها بالفعل.. وجوهًا تعرف يعنى إيه معنى الوطن، وتأكل مَن يقترب منه بأسنانها فعلًا!.
وكانت المكاشفة هى عنوان اللقاء.. وكان الكلام عن الحرب النفسية والمعنوية ضد مصر.. قالوا فى 73 كنا نعرف العدو التقليدى لنا.. هزمناه وعبرنا القناة.. الآن لا نعرف عدونا.. لا نعرف مَن يحاربنا، قد يكون بيننا ولا نعرفه.. وكانت الروح الوطنية تسرى فى المكان، خاصة حين وقف الشهيد الحى البطل عبدالجواد سويلم يكلم الحضور.. وضجت القاعة بالتصفيق!.
كان المجمع الإعلامى يمتلئ عن آخره بالبشر، وكان الوزير عبدالمنعم عمارة فى منتهى السعادة وهو يرحب بالحضور، ويلتقط معهم الصور، ويعرفهم بأسمائهم.. ما هذا الرجل بالضبط؟.. لقد اتفقنا أن نذهب إليهم فى انتصارات أكتوبر، واتفقنا أن يكون اللقاء «ليلة العبور».. تحدثنا عن «عبقرية الإنسان».. وتحدثنا عن عبقرية السادات.. فقد كان بطلًا من ذهب!.
باختصار، كانت ليلة وطنية بامتياز.. اختلطت فيها المشاعر.. تحدثنا عن روح أكتوبر.. كيف نستفيد منها الآن؟.. فالإنسان المصرى حين تُسند إليه مهمة، يحقق المعجزات.. قلت أمس إن «كراسة حنان» ينبغى أن تكون المعيار.. حفظ الله الجيش.. وتعيشى يا ضحكة مصر!.