توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جميز يعنى إيه؟

  مصر اليوم -

جميز يعنى إيه

بقلم : محمد أمين

لا ألوم على أحد يسأل عن أي شىء.. فليس شرطًا أن يعرف أحد ما تعرفه.. وليس شرطًا أن يهتم أحد بما تهتم به، وهناك أسئلة تفتح أحيانًا بابًا للكتابة بعيدًا عن السياسة ووجع الدماغ وما تتناوله السوشيال ميديا من موضوعات لها حساسية معينة بطريقة أو بأخرى!. من هذه الأسئلة سؤال عن معنى الجميز، وكنت أحكى لأبنائى عن فاكهة القرية التي كنا نقبل عليها في موسم الصيف.. سألنى أحد الأبناء: جميز يعنى إيه يا بابا؟!. لا يعرف الأبناء أننا في الصيف كنا نأكل التوت والجميز بديلًا عن فواكه كثيرة، وكانت العملية ماشية، خاصة أننا من الجيل الذي كان يفرح بأغنية «الحلوة دى قامت تعجن في البدرية والديك بيدن كوكو كوكو في الفجرية»، وكنا مبسوطين.. ربما لأننا كنا نعيش مثل بعضنا البعض، لا فرق بين مواطنين ومواطنين.. لم يكن هناك ساحل طيب وساحل شرير، ولا سكان تجمع وسكان مصر القديمة!.

المهم أننى شرحت لهم يعنى إيه جميز.. وقلت إنه ثمرة تشبه التين البرشومى أو هي نوع من أنواع التين، وحلاوتها لا تضاهيها حلاوة، وكنا نأكلها مجانًا لا ندفع فيها أي شىء.. وكان الناس أكثر تسامحًا مع الآخر، فصاحب شجرة التوت يتركها للمارة، وهكذا شجرة الجميز وأشجار الجوافة.. وحتى الخضار مثل الطماطم والخيار والبامية والملوخية كانت متروكة لمَن يريد استخدامها دون بهدلة حتى تصلح للغير!، واندهش الأولاد من هذه الحكايات، وقبل أن تأخذنا الدهشة بعيدًا، كان هناك موضوع عن شجرة الجميز على أحد المواقع يقول: «يُعتبر شجر الجميز من الأشجار القديمة والمعمرة التي عرفها الناس منذ بدايات التاريخ البشرى، ومازالت بعض أشجار الجميز شامخة صامدة بقرى المحافظات تروى بصمودها تاريخ الأجداد والآباء، وكانت شجرة الجميز من أهم معالم التراث الريفى بمحافظات مصر لما لها من ذكريات محفورة في الأذهان!.

تحت ظلها تغنى الأجداد والآباء بأغانى الصبر والفرح والحزن، فجميع قصص الحب قديمًا كانت الجميزة شاهدة عليها، وقد ترجمت ذلك المطربة الشعبية حورية حسن في أغنيتها (جميزة دار العمدة)، وكان قديمًا شجر الجميز يتقدم كل منزل أو دوار عمدة، وأسهم ذلك في تهدئة النفوس والتخفيف من وطأة الخلافات ونشر الرضا في قلوب الأهالى، فعاشوا حياة سعيدة هنيئة».

أفضل تعبير في الموضوع أنها شجرة تنشر الرضا في قلوب الأهالى، فقد كان الرضا هو العنوان.. لا احتجاج على طعام ولا شراب ولا نوع من الفاكهة.. كانت الجوافة التي تُباع على أيامنا بقروش قليلة.. أما التوت والجميز فلا.. الآن كل شىء يُباع التوت والجميز والجوافة والبلح ومن الخضار البامية والملوخية والخيار والطماطم.. وقد كانت متاحة لمَن يجمعها بدون مليم!.

وهى في بعض البلاد حتى الآن بدون نقود، بعض الموسرين يزرع قيراطًا أو قيراطين للاستخدام المنزلى واستخدام الحبايب والأقارب!. شجرة الجميز كانت شاهدة على قصص الحب وحكايات الأولاد والبنات، خاصة الشجرة التي كانت تقع عند فرع النيل، وكانت ثمرتها تقطر عسلًا يُذكرك بالحب وذكريات تلك الأيام!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جميز يعنى إيه جميز يعنى إيه



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon