توقيت القاهرة المحلي 16:19:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار يستحق التأييد!

  مصر اليوم -

قرار يستحق التأييد

بقلم : محمد أمين

لست من الذين يصفقون لقرارات الحكومة مهما كانت.. فلا نشأتى تسمح بذلك ولا تكوينى المهنى والصحفى.. فقد عشتُ أعارض الحكومات على مدى ربع قرن.. ولكنى اليوم سأصفق لقرار الحكومة بوقف البناء فى أحياء كاملة بالقاهرة والجيزة وعدد من المحافظات.. ليس لرغبتى فى التصفيق ولو مرة واحدة.. ولكن لأن هناك أحياء تحولت إلى بؤرة سرطانية، والعلاج هو وقف البناء فيها كعواصم قديمة، حتى يتنفس الناس أولاً!

وبالتأكيد فإن الحكومة قد وضعت فى اعتبارها مسائل كثيرة، منها توفير السكن للمحتاجين.. ولهؤلاء فقد قررت أن تبنى لهم فى المناطق الجديدة بتخطيط مسبق يحافظ على الشكل الجمالى والمعمارى والمساحات الخضراء.. كما أن إصلاح العشوائيات الموجودة يكلف الدولة مئات المليارات.. وقد رأينا المحاور التى أنشاتها الحكومة لتسهيل الحياة وتتكلف 15 مليار جنيه، وقال رئيس الوزراء إن البناء فى هذه المناطق كان يجب ألا يتجاوز خمسة طوابق فإذا هى 15 دوراً، مما يشكل عبئاً على المرافق ويكلف الدولة مئات المليارات لإصلاحها!

وللأسف فقد تحولت شوارعنا فى القاهرة القديمة إلى جراجات مفتوحة، وهى ظاهرة غير موجودة فى أى دولة فى العالم.. والسبب أننا نراعى الخواطر ونسمح بالبناء بحجة أنها تساعد فى تخفيف الأزمة.. ونتراخى فى تنفيذ الضوابط، فتكون النتيجة ألا تكون لدينا شوارع تسمح بالمرور.. ولا تكون لدينا مرافق لخدمة المواطنين.. وقد قرر الدكتور مدبولى إيقاف البناء فى القاهرة الكبرى 6 أشهر، لتحقيق هدف السيولة المرورية وتوفير الخدمات.. وهى أهداف تساعد على جودة الحياة!

وأرجو أن يكون فى اعتباره إخلاء بعض المساحات، وتحويلها إلى حدائق عامة لتخفيف الاختناق فى القاهرة الكبرى.. وأتعشم أن تكون القاهرة لها مساحة فى ذهن الحكومة عندما تنتقل إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وأن يكون بعض هذا الاهتمام يتعلق بتحويل بعض أبنية الوزارات إلى رئة يتنفس منها السكان فى المناطق المجاورة!

من المعلوم أن بعض الأبنية ليست أثرية ولا تراثية، لكنها أبنية عادية جداً، وربما ليست لها قيمة معمارية.. ولا مانع أن تصبح مساحات خضراء.. أما الأبنية التراثية والأثرية فلتكن متاحف مثل مجلس النواب ومجلس الوزراء.. بحيث نحافظ على حياة الناس، ونحافظ، فى الوقت نفسه، على الثروة العقارية المصرية وقيمة الأبنية التراثية، التى لا تقدر بثمن!

إن أهم ما يميز هذه الحكومة أنها تستمد طاقتها من ثقة الناس فى الرئيس، وأنه حين يتخذ قراراً ينفذه بكل حسم.. وبالتالى فأنا أشعر بأن هذه الحكومة سوف تعمل على تغيير شكل القاهرة الكبرى فى السنوات القادمة.

وأخيراً لا يعنى مغادرة الحكومة إلى العاصمة الإدارية أنها ستترك القاهرة لمصير مظلم أبداً.. وقد تعهد الرئيس فى وقت سابق بهذا المعنى.. وقال: «لا يعنى أن نذهب إلى العاصمة أن نجمع خلجاتنا ونمضى».. وقد كانت جملة تبعث على الأمل أنه لن يترك القاهرة للضياع أبداً.. ما يعنى أننا سنعرف مدينة غير القاهرة فى المستقبل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار يستحق التأييد قرار يستحق التأييد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أحمد عدوية يفتخر ببيع أغنية "سلامتها أم حسن" مليون نسخة
  مصر اليوم - أحمد عدوية يفتخر ببيع أغنية سلامتها أم حسن مليون نسخة

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon