بقلم : محمد أمين
سمعنا عن أينشتاين وسمعنا أيضًا عن نيوتن وقوانين الجاذبية.. ولم نسمع عن وليم جيمس سيدس، مع أنه يُعتبر أذكى شخص في تاريخ البشرية.. وكان ذكاؤه يعادل أينشتاين مرتين ونصف المرة.. وكان يتكلم 11 لغة وعمره 11 سنة، ودخل «هارفارد» وعمره 11 سنة، وكان قد تقدم للالتحاق بها في سن 8 سنوات.. وبالفعل اجتاز الاختبارات، ولكنهم رفضوا دخوله لفارق السن الكبير مع أقرانه.. وفى سن 11 تم قبوله، وتخرج فيها وسنه 16 عامًا.. وأصبح أصغر بروفيسور في التاريخ.. وكان والده أيضًا أستاذًا لعلم النفس في جامعة هارفارد!
نشأ «سيدس» في بيت علم، فقد كانت والدته حاصلة على الدكتوراة من كلية الطب.. وراح يتعلم كل شىء بدون مدرسة.. وكان لدى والده نظرية أن التعليم في المدارس يقلل من قدرات الأطفال، وإذا تُرك الطفل بدون تعليم، فسيصبح أذكى من المتعلمين!
تخيل هذا ما قاله والد «سيدس».. فكيف بالذين يدرسون في مدارسنا الآن؟.. فقد درس الابتدائى وأنهى دراسته في ثمانى سنوات.. وتقدم للالتحاق بجامعة هارفارد، واجتاز الاختبارات ورفضته الجامعة لصغر سنه.. وأعاد محاولة الالتحاق وهو ابن 11 عامًا، فتم قبوله، وأظن أن النظام السابق تغير الآن.. وعلى أي حال فقد نجح بتفوق ومرتبة شرف وأصبح أصغر بروفيسور في التاريخ!
ما أقصده أن البشرية اهتمت بأينشتاين ونيوتن، وهما جديران بالاهتمام فعلًا.. ولكنها تجاهلت «سيدس»، وهو العبقرى الفذ الذي تفوق على كبار علماء العالم.. مع الفارق نحن أيضًا نهتم بعلماء التليفزيون ومشايخ التليفزيون ونواب التليفزيون، ونهمل العلماء الكبار الذين لا نعرفهم، ونهمل أسماء كبيرة في مصر لا تسعى للشهرة، وخسرنا أسماء كان من الممكن أن تؤدى دورًا جليلًا للوطن لأننا لم يعد لدينا كشافون للمواهب والعقول المبدعة!
والشىء بالشىء يذكر.. كنت أتمنى أن نسمع عن علماء وأدباء ومفكرين في مجلس الشيوخ الجديد، أليس هو بيت الخبرة للوطن، والمكتب الاستشارى للدولة المصرية؟.. فما علاقة مجلس الشيوخ بالكوتة والشباب والمرأة إلا أن يكونوا من شيوخ البرلمان في الوقت نفسه؟!
يبقى أن أذكر أن بطل مقالنا، وليم جيمس سيدس، لم يكن مُوفَّقًا في حياته العملية، واستقال من الجامعة، وهجر الإعلام، ومات وعمره 46 سنة، بنزيف حاد في المخ بسبب الضغط العصبى وعدم تكيُّفه مع المجتمع.. وكانت النهاية مأساوية، ولكنه ألف أربعة كتب في الرياضيات، ولم تذكر المراجع أنه فاز بجائزة نوبل، التي نسمع عنها هذه الأيام!
هذه لمحة سريعة من حياة عالِم تاريخى.. خاصة أن مجتمعنا لا يهتم بالعلماء، ولا يتتبع آثارهم.. ولكنه مشغول بعنتيل التجمع والجيزة والغربية، وكم فيديو ظهر هنا وكم فيديو ظهر هناك.. ولماذا لا يطلق الرجال السيدات اللاتى يظهرن في الفيديوهات الجنسية؟.. ولماذا لا يقبض الأمن على أبطال هذه الفيديوهات؟.. ومتى يتدخل؟ ومتى لا يتدخل؟!