بقلم : سليمان جودة
جاءنى سؤال من طبيب كبير وصديق عزيز، يسألنى: أين يضع زكاة رمضان؟.. فهمت منه أنه متردد من وضع زكاته فى الجمعيات التى تعلن عن نفسها فى التليفزيون.. للأسف هناك شكوك حول بعض الجمعيات.. قلت له ما أعرفه أن هذه الجمعيات مراقبة من الدولة ومن جهاز المحاسبات، ويديرها أناس مشهود لهم بالاستقامة والنزاهة.. قال إن هناك جمعيات لها ميول إخوانية لا نعرف أين تصرف هذه الأموال بالضبط؟!
وفى تقديرى أن كل الجمعيات العاملة فى المجال العام منضبطة وأن الدولة لا يمكن أن تتركها تجمع الأموال بلا ضابط ولا رابط، وقد علمت أن الرئيس التقى بممثلى وقيادات هذه الجمعيات، واستعان بهم فى التعامل مع القرى الأكثر فقراً.. وأن البيانات الموجودة فى الوزارة تؤكد أن هناك جمعيات ساعدت فى تطوير هذه القرى، وبعضها ساعد فى تأثيث الوحدات السكنية لسكان الأسمرات وغيرها، تحت إشراف الرئيس شخصياً!
وبالتأكيد فإن الطبيب الكبير الذى يبحث عن مكان يضع فيه زكاته لا يتحدث عن 13 جنيهاً التى قدرتها الوزارة كزكاة للفرد، وإنما يريد أن يدفع مبالغ كبيرة، ويريد الاطمئنان عليها، وحين ذكرت له بعض الجهات وأنها محل ثقة اطمأن قلبه وقال على بركة الله.. وقبلها اقترح أن توفر وزارة التضامن كشوفاً بأسماء الأسر المحتاجة والقرى المحتاجة ليتوجه لها مباشرة.. فقلت إنها تفعل ذلك والجمعيات تقوم بالمهمة مستخدمة بيانات الوزارة.. فالمسألة منظمة جداً منذ جاء الرئيس حتى لا تحدث ازدواجية أو يحدث إهدار للمال العام!
فمازال هناك بعض الكلام عن جمعيات لها ميول إخوانية، وأظن أن الدولة تنتبه لهذا الأمر جداً.. وتعرف أين تصرف الأموال بدقة.. وربما هى مجرد شائعات من جمعيات أخرى.. وربما كان هناك شىء وتم تصحيحه.. المؤكد أن من يعملون فى تلقى الأموال الآن تحت المجهر.. وكلها تساعد فى خطة الدولة لتوفير الطعام للقرى المحتاجة والمناطق الأكثر فقراً.. وهى ليست مسألة عبثية.. ولكنها بالورقة والقلم!
وفى كل الأحوال هذا حسن ظن.. وأرجو ممن لديه معلومات موثقة أن يتقدم بها للنائب العام، فالنشر وحده لا يكفى.. ولكن ما يهمنى هنا ان هناك من يتاكد اولاً أين يضع زكاته؟.. فالقصة ليست إزاحة العبء عن النفس والسلام.. ولكن لابد من التدقيق فى منح الزكاة كى تصل للمستحقين.. وفى تقديرى لو أن أثرياء كل منطقة وزعوا زكاتهم فيها لما نام إنسان من غير عشاء.. وبإمكاننا أن نذهب إلى الريف، هناك أغنياء من التعفف، يأكلونها بدقة ولا يسألون الناس إلحافاً!
وبرغم كل شىء هناك جمعيات محل ثقة، ضع زكاتك فى بيت الزكاة التابع لمشيخة الأزهر.. وجمعية الأورمان، وثقتى كبيرة فى اللواء ممدوح شعبان، ومركز القلب مجدى يعقوب.. ومؤسسة 57، وكل عام وأنتم بخير!.