توقيت القاهرة المحلي 13:05:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نوتردام مصر!

  مصر اليوم -

نوتردام مصر

بقلم : محمد أمين

عندما احترقت كنيسة نوتردام باريس، فزع العالم كله لنجدتها، وانهالت التبرعات من كل الدول لترميمها، قبل أن يقدموا العزاء للرئيس الفرنسى.. فلماذا حالة الصمت عندما احترقت مارجرجس حلوان، وهى نفسها شقيقة نوتردام باريس.. الأولى كانت حديث العالم كله، وتابعتها المحطات الفضائية.. والثانية لا عرفنا بها ولا علمنا، إلا من خبر فقط في صفحة الحوادث!.

فمن الذي صنع هذا الفارق في الحالتين؟.. ومن الذي فرض طريقة التعامل؟.. فرنسا حين تعاملت مع كنيستها بحزن أبكت العالم، وحركت كل رجال الأعمال للتطوع والتبرع، ونحن حين تعاملنا باستهانة مع كنيسة تاريخية، لا تقل عن نوتردام باريس، لم يشعر بنا أحد.. لا المجتمع المصرى، ولا المجتمع الدولى، ولا اليونسكو، ولا حتى وزارة الآثار المصرية!.

هل لأن مارجرجس تقع في حلوان، وليس باريس؟.. هل لأن عندنا كنائس كثيرة مثلاً؟.. لماذا لم يسمع بنا العالم المتقدم؟.. لماذا لم تقف الكنيسة على أطراف أصابعها؟.. هل بكاها المصريون كما بكى الفرنسيون والعالم «نوتردام؟».. هل القصة أن كنيسة احترقت وعندنا عشرات غيرها؟.. هل القصة كلها أنه لا توجد خسائر في الأرواح، وبالتالى لا توجد مشكلة!.

كان الخبر مكتوباً باعتباره من الحوادث اليومية.. حريق في كنيسة مارجرجس، ولا خسائر في الأرواح.. ومفهوم طبعاً أن مدير الأمن تلقى معلومات باندلاع حريق هائل في الكنيسة، وانتقل فريق بحث قاده فلان وعلان، وتم الدفع بوحدات إطفاء للسيطرة على الحريق.. ولكن الحريق دمر الهيكل بالكامل، لأنه مصنوع من ألواح الخشب المصنوعة منه كنيسة نوتردام!.

وحين تعود إلى تغطية الصحف المصرية نفسها، لاحتراق نوتردام باريس، سوف تشعر بالفرق.. فمن يكلمك عن سحر الكنيسة وبرجها الشهير، ودورها في رواية فيكتور هوجو الشهيرة «أحدب نوتردام».. ومن يحدثك أنها أهم معالم أوروبا عامة، وباريس خاصة؟.. ومن يتغزل في سحرها، وقيمتها التاريخية.. فضلاً عن حالة الحزن التي خيمت على الناس في ربوع العالم!.

الحكاية أننا لا نشعر بقيمة ما نملكه.. والحكاية أننا لا نحس تجاهه بأى مشاعر خاصة.. وبالتالى ينسحب هذا الشعور على الآخرين.. فلا تجد أي اهتمام أيضًا.. وللأسف لم نتعامل مع مارجرجس بقيمتها التاريخية ولا التراثية ولا الأثرية.. فكانت مجرد خبر وتغطية عادية في صفحة الحوادث.. فكيف نطلب من الآخرين التعاطف معنا؟.. وكيف نطلب من اليونسكو الاهتمام بنا؟!.

وأخيراً، فلا أحد سوف يهتم بك، إن لم تهتم بنفسك.. حرائق لبنان سمع بها العالم، استنفروا الدول المجاورة.. نحن في الجيزة لم نسمع بحريق مارجرجس.. هذه هي الحكاية.. فلا أحد اهتم بحريق الكنيسة، لأنها جاءت في سطرين.. ولا أحد سوف يحزن أو يتبرع، لأنك لم تستنفر العالم لاحتراق التاريخ!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوتردام مصر نوتردام مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon