توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نوتردام مصر!

  مصر اليوم -

نوتردام مصر

بقلم : محمد أمين

عندما احترقت كنيسة نوتردام باريس، فزع العالم كله لنجدتها، وانهالت التبرعات من كل الدول لترميمها، قبل أن يقدموا العزاء للرئيس الفرنسى.. فلماذا حالة الصمت عندما احترقت مارجرجس حلوان، وهى نفسها شقيقة نوتردام باريس.. الأولى كانت حديث العالم كله، وتابعتها المحطات الفضائية.. والثانية لا عرفنا بها ولا علمنا، إلا من خبر فقط في صفحة الحوادث!.

فمن الذي صنع هذا الفارق في الحالتين؟.. ومن الذي فرض طريقة التعامل؟.. فرنسا حين تعاملت مع كنيستها بحزن أبكت العالم، وحركت كل رجال الأعمال للتطوع والتبرع، ونحن حين تعاملنا باستهانة مع كنيسة تاريخية، لا تقل عن نوتردام باريس، لم يشعر بنا أحد.. لا المجتمع المصرى، ولا المجتمع الدولى، ولا اليونسكو، ولا حتى وزارة الآثار المصرية!.

هل لأن مارجرجس تقع في حلوان، وليس باريس؟.. هل لأن عندنا كنائس كثيرة مثلاً؟.. لماذا لم يسمع بنا العالم المتقدم؟.. لماذا لم تقف الكنيسة على أطراف أصابعها؟.. هل بكاها المصريون كما بكى الفرنسيون والعالم «نوتردام؟».. هل القصة أن كنيسة احترقت وعندنا عشرات غيرها؟.. هل القصة كلها أنه لا توجد خسائر في الأرواح، وبالتالى لا توجد مشكلة!.

كان الخبر مكتوباً باعتباره من الحوادث اليومية.. حريق في كنيسة مارجرجس، ولا خسائر في الأرواح.. ومفهوم طبعاً أن مدير الأمن تلقى معلومات باندلاع حريق هائل في الكنيسة، وانتقل فريق بحث قاده فلان وعلان، وتم الدفع بوحدات إطفاء للسيطرة على الحريق.. ولكن الحريق دمر الهيكل بالكامل، لأنه مصنوع من ألواح الخشب المصنوعة منه كنيسة نوتردام!.

وحين تعود إلى تغطية الصحف المصرية نفسها، لاحتراق نوتردام باريس، سوف تشعر بالفرق.. فمن يكلمك عن سحر الكنيسة وبرجها الشهير، ودورها في رواية فيكتور هوجو الشهيرة «أحدب نوتردام».. ومن يحدثك أنها أهم معالم أوروبا عامة، وباريس خاصة؟.. ومن يتغزل في سحرها، وقيمتها التاريخية.. فضلاً عن حالة الحزن التي خيمت على الناس في ربوع العالم!.

الحكاية أننا لا نشعر بقيمة ما نملكه.. والحكاية أننا لا نحس تجاهه بأى مشاعر خاصة.. وبالتالى ينسحب هذا الشعور على الآخرين.. فلا تجد أي اهتمام أيضًا.. وللأسف لم نتعامل مع مارجرجس بقيمتها التاريخية ولا التراثية ولا الأثرية.. فكانت مجرد خبر وتغطية عادية في صفحة الحوادث.. فكيف نطلب من الآخرين التعاطف معنا؟.. وكيف نطلب من اليونسكو الاهتمام بنا؟!.

وأخيراً، فلا أحد سوف يهتم بك، إن لم تهتم بنفسك.. حرائق لبنان سمع بها العالم، استنفروا الدول المجاورة.. نحن في الجيزة لم نسمع بحريق مارجرجس.. هذه هي الحكاية.. فلا أحد اهتم بحريق الكنيسة، لأنها جاءت في سطرين.. ولا أحد سوف يحزن أو يتبرع، لأنك لم تستنفر العالم لاحتراق التاريخ!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوتردام مصر نوتردام مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon