بقلم : محمد أمين
- تيجى نعمل ثورة؟!
- انت اتجننت، أنت عارف ثورة يعنى إيه؟
- آه.. هنروح ميدان التحرير، و«نعملها»!
- يا ابنى «الفيس» أمان.. هتروح الميدان مش هتلحق توصل!
- بس لازم ننزل من الفضاء لأرض الواقع!
- تقدر تروح وتبلغنى.. قال ثورة قال!
■ ■ ■
الثورات لا تُصنع فى الفضاء ولا تنشأ فى الفراغ.. الثورات لا تخرج من العدم.. ولا تحدث بالتسخين والنفخ فى الشائعات والأكاذيب.. الذين يتصورون خطأ أن مصر على حافة الثورة واهمون.. هذه ثورة الوهم.. هؤلاء هم الإخوان وأنصارهم.. فليس هناك مبررات للثورة، إلا فى خيالهم المريض.. الناس تخرج فى حالات الخوف على الوطن فقط.. وهذا الأمر لا يتحقق الآن!
فهل تتذكر المليونيات إياها، ودعوات الخروج على فيس بوك؟.. من الذى كان يخرج؟.. لا أحد كان يخرج مع أن الثورة كانت ساخنة، ومع أن الإخوان كانوا قد دخلوا السجون.. ومع أن رئيسهم كان محبوساً.. وعندما مات «مرسى» فى السجن، لم يخرج أحد لوداعه.. لا قامت ثورة ولا مأتم للعزاء.. فقط أذكرك بأن ما تسمعه كلام فارغ فى الفضاء.. وهاشتاجات بلا معنى!
ويؤيدنى فى هذه الرؤية، الأستاذ كمال عثمان، المحامى بالنقض، يقول فى رسالته: «كنت خارج مصر الفترة السابقة، ولكننى لم أنقطع أبداً عن متابعة مقالاتك الشريفة.. وأتفق اتفاقاً كاملاً فى كل ما قلته فى مقال أمس، ولا أرى أى خوف أو أدنى انزعاج لما يطالب به ويروج له هؤلاء العملاء السفلة، مطالبين الشعب بالخروج إلى الشوارع للمطالبة بتغيير الرئيس السيسى!
فالغالبية العظمى من الشعب تتفهم حجم المؤامرات، التى تدبر لإشعال فتنة كبرى بالبلد سيكون أثرها- لا قدر الله- مدمراً.. ولا يداخلنى أدنى شك فى طهارة ونظافة يد الرئيس، وأن هدفه الأكبر والأعظم هو جعل مصر دولة لا تقل على الإطلاق عن أكبر وأعظم دول العالم.. وأرى أنك قد لامست عصباً فى غاية الحساسية، حين تحدثت عن فكرة الأولويات لتكون فى الحسبان!
فهناك من الحقائق ما لا يمكن تجاهله أبداً، أو غض الطرف عنه، وهناك الكثير من المواطنين يجدون صعوبة فى تلبية أقل متطلبات الحياة فى حدها الأدنى لكفاية أسرهم مذلة السؤال.. وبرغم كل ذلك أختلف مع الرئيس، لأنه رد على حقير مأجور.. خاصة ما يتعلق بقصور الرئاسة.. وأنا أعلم أنه حسن النية فيما قال، ولكن كان لدينا من القصور الكثير التى لا يشغلها أحد»!
باختصار، لا نعيش ظروف ثورة.. إنها وهم الثورة، أو ثورة الوهم.. فهناك إنجازات لا ينكرها إلا الإخوان.. فقط نحتاج إلى تغيير كبير فى السياسات.. افتحوا النور لتسقط خفافيش الظلام!.