توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هلاوس الكورونا!

  مصر اليوم -

هلاوس الكورونا

بقلم : محمد أمين

لأول مرة أجلس على النيل ولا أكلمه. لم أجد كلمة فى ذهنى.. لم أكتب أغنية.. كان الجو مشوبًا بالرعب.. أين الناس؟.. لا أحد.. فى صالة المطعم الكبيرة لا يوجد غير زبونين يتناولان الطعام فى صمت.. يبدو أنهما صينيان أو كوريان.. قلت لعلهما السبب فى هجرة الناس للمكان.. وجلست فى صمت أيضا. أنظر إلى أحد الشباب.. بإشارة جاء وأتى بالفطار فى شنطة؛ ومعناه أنه مغلف طبقًا للإجراءات الاحترازية!.

لا عليك؛ فبالتأكيد طالته أيد بشرية.. فما ضره أن يكون طبق فول وطعمية وبيض وجبنة.. كل شىء فى كيس.. وكوب الشاى ورقى.. شعرت بالخوف.. مددت يدى إلى الطعام آكل بلا شهية.. بدأت ببيضة مسلوقة.. خلونا فى الأمان.. شربت الشاى فى كوب من الورق بلا طعم.. ثم أكلت ملعقة من العسل.. لرفع المناعة.. هممت بالوقوف ووضعت كل شىء فى نفس الكيس ورفعت رأسى للشاب الذى يعمل فى المطعم.. جاء ورفع الكيس ومسح الترابيزة ينتظر زبونًا آخر.. وارتديت الكمامة ومضيت لا أعرف إلى أين؟.

عملت تليفونًا أستأنس بالأسرة؛ حتى لا أشعر بأننى فى عالم الآخرة. سألتنى زوجتى مبسوط.. حاول تستمتع.. قلت حاضر.. وكيف أستمتع وحدى فى عالم كله رعب.. من الكورونا وأشياء أخرى. هذا حال الصحفيين عندما يذهبون إلى الأماكن الجديدة وعندما يقومون برحلة جديدة!.

صعدت إلى سطح المركب، يسمى الصن ديك.. لم أجد أحدًا.. أين الناس؟.. مضيت خطوات لأقعد على كرسى بعيد كنوع من الإجراءات الاحترازية.. لم يظهر أحد. الجو قاتل.. الشوارع خالية. والمركبات خالية.. طاقم الضيافة حزين.. لا يكلمه أحد.. ولا يكلم أحدًا.. يقتربون من بعيد.. يرتدون الكمامة.. ويضعون أيديهم خلفهم ولا يبتدرون أحدًا بالكلام.. أعرف أنها حالة قاتلة للمصريين؛ يحبون الكلام أكثر من البقشيش.. فما بالك لا كلام ولا بقشيش؟.. نظرت هناك.. حمام السباحة كان مغلقًا.. فى حالة غضب أو جفاف أو مرض.. ما هذا الجو القاتل؟.. جئت لأستمتع بالنيل والجو الساحر؛ فلم أجد غير الخوف.. ماذا أفعل؟.

نظرت إلى صفحة النهر.. بدت عندى مشاعر كثيرة متضاربة. أكلم النهر ماذا يخبئ له الدهر أم أكلم نفسى فيقولون اتجنن. أم ماذا أفعل؟.. لا أحد تكلمه ولا أحد تعرفه أو يعرفك.. هممت أن أقوم وأحزم حقيبتى وأهرب من حالة الخوف!.

كنت أنظر فى كل اتجاه.. وجدت مبنى كبيرًا على النيل لمديرية الأمن.. المبنى يشبه معبد الكرنك بأعمدة تشبه زهرة اللوتس. وبالتالى أنت فى قمة الأمان فلماذا هذا الرعب الذى لا تتعامل معه الشرطة.. على بعد خطوات كان مبنى المحافظة أيضا.. كل هؤلاء على الضفة الغربية للنهر.. إنها ضفة أهل الحكم.. بينما فى الضفة الشرقية كانت هناك مزارع بسيطة وبيوت متناثرة بشكل عشوائى.. إنها بيوت البسطاء الذين يتكلمون ويحبون العشرة وتشعر معهم بالأمان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هلاوس الكورونا هلاوس الكورونا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon