توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشراكة أولًا!

  مصر اليوم -

الشراكة أولًا

بقلم : محمد أمين

حزنت جدًا وتألمت لما شاهدت من مناظر مؤسفة لتحويل ترعة سقارة إلى مقلب قمامة كبير بعد تنظيفها وتبطينها.. وبدأت الفكرة تلمع فى رأسى من جديد.. وهى الفكرة الخاصة بالشراكة بين المجتمع المحلى وأجهزة الحكم المحلى.. وهى الفكرة التى تتعلق بمجلس أمناء كل قرية تم تطويرها، باعتبارهم مصدر الرعاية والحماية لكل إنجاز.. وأشرت إليها فى مقالى أمس.. وكتبت عنها فى وقت سابق، ولكن الحكومة لا تستجيب.. والحكومة تحب أن تعمل وحدها.. وهى رؤية قاصرة لا تنجح على المدى الطويل، ولا تُحدث حركة ولا صحوة فى المجتمع الذى تذهب إليه!.

وكنت أرى أن تتجاوب الحكومة مع الأفكار المطروحة، فلا تخرج من القرية إلا وقد اطمأنت إلى الجهة التى تسلمها المشروع وتصدر بذلك قرارًا لا يكلفها شيئًا.. ليبقى فى حيازة هؤلاء، فيتولوا حمايته ورعايته وصيانته.. ويكونوا همزة الوصل بين القرية والمحافظ.. خاصة فى غياب المجالس المحلية، وقد يطول الأمر.. فما تعرضت له ترعة سقارة يؤكد أن الناس لا تتعاون مع الحكومة، وترى أن الحكومة تنفرد بكل شىء دون مشاركة من الأهالى.. ولو كان هناك هذا المجلس ما سمعنا عن مقلب القمامة فى الترعة ولما وصل الأمر إلى هذا الحد على الأقل!.

لا تلقوا بالمليارات فى الترع وتمضوا.. فالمبالغ المخصصة للمشروع هائلة جدًا.. وقد علمنا أن القصة لا تقتصر على ترعة سقارة وحدها، فهناك ترع عديدة فى منطقة الجيزة وغيرها من الأقاليم الأخرى، وأبناء القرى أدْرَى بحل مشكلاتها البسيطة، فأٌقل شىء أن يكونوا شركاء فى المسؤولية.. وقد قال رئيس مصلحة الرى إن المشروع القومى لتبطين وتأهيل الترع هو أحد مشروعات مبادرة حياة كريمة لدعم القرية المصرية وتطويرها، وتبلغ تكلفته 18 مليار جنيه، وأحد أهدافه استعادة جمال الريف المصرى والمحافظة على الترع بعد تبطينها!.

وأعتقد أن الأهالى لم يشعروا بالفرح.. ولم تتم توعيتهم أثناء التشغيل.. ولم تتعاون وزارتا الأوقاف والبيئة مع المشروع القومى، فتكون خطبة الجمعة فى المساجد عن إماطة الأذى عن الطريق والحفاظ على البيئة.. ولكننا سمعنا عن إنفاذ القانون بالتعاون بين الوزارات المختصة وتوقيع عقوبات على المخالفين، قد تصل إلى عشرة آلاف جنيه والإحالة إلى النيابة!.

وأود بهذه الفكرة استنهاض همة أهل الريف، خاصة المجتمع المدنى والأحزاب، فى أمور لا تتعلق بالسياسة وإنما بالمجتمع الذى يعيشون فيه ويحافظون عليه!

وبالمناسبة، فليس لدىَّ شعور بأننى أنفخ فى قربة مقطوعة كما يحلو لبعض المتابعين أن يكتبوا لى.. فليس عندى هذا الشعور على مدى حكومات سابقة وحتى الآن.. فقط ينقص الحكومة أن تتعامل مع الأفكار بطريقة أفضل.. فلا أحد يبحث عن جائزة ولا يريد الحصول على نيشان!.

وأخيرًا، كل طرف يمكن أن ينجح فى جانب محدد، فلماذا لا ينجح الطرفان معًا ونتعود على فكرة الشراكة بين الحكومة والمجتمع، دون تجاوز من طرف على آخر؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشراكة أولًا الشراكة أولًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon