بقلم : محمد أمين
لست صاحب هذا العنوان، بالتأكيد، ولا أتمنى أبدًا الوصول إليه.. فقد حرصت أن أتفادى كل ما يثير قلق الناس ورعبهم فى أثناء جائحة كورونا.. إنما صاحب هذا التعبير هو الوزير أسامة هيكل.. وقد قاله فى سياق افتراضى، أن مصر لا تحب أن تصل إلى السيناريو الأسوأ، وحذر منه قائلًا: «هناك زحام شديد جدًا بالشوارع، وغير مقبول بالمرة، مش عايزينه يدفعنا للسيناريو الأسوأ، الناس هتاخدنا فى سكة تانية خالص». وهو الشىء الذى حذر منه الوزير.. ودعا الناس للبقاء فى البيت، لأنه هو العلاج الحقيقى لكورونا.. أو كما قال الوزير!
ومن حسن حظنا أن مصر استحدثت منصب وزير الإعلام قبل الجائحة مباشرة، وأصبح عندنا جيش يحمل السلاح وجيش أبيض فى الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس.. وعندنا جيش من الإعلام يساعد الناس ويشاركهم، وينقل لهم ما يحدث فى العالم حتى يتسلح المواطن بالعلم فى مواجهة كوورنا.. ورغم أن وزير الإعلام لم ينجز الملف الذى تم استدعاؤه من أجله، فإن وجوده لإرساء خطاب وطنى أمر جيد للغاية!
وكنت أتمنى أن يخرج الوزير كل يوم فى وقت محدد ليكشف لنا الإجراءات الحكومية، وما يجب اتباعه من تعليمات.. ولكن حتى الآن لم تنتظم منظومة الإعلام، وإنما نحن نحارب بكتيبة إعلامية بلا معنويات، لأن معظمهم ينتظر قرارًا بالخروج من الخدمة، والبعض الآخر ينافس على الدخول.. حتى قال الوزير إن حركة قيادات الصحف والإعلام ستكون بعد الكورونا، وهنا كانت الصدمة التى تلقتها الصفوف التالية، خصوصًا أننا لا نعرف متى تنتهى الكورونا؟!
فلا أريد أن نصل إلى السيناريو الأسوأ على مستوى كورونا، ولا السيناريو الأسوأ على مستوى الإعلام وقيادات الصحف.. فقد عانى هذا القطاع من العبث المزمن فى صفوفه، حتى دخلنا معارك ضارية بنصف طاقة الجيش، وتم تأخير كل خطط التغيير، حتى ظن البعض أن الدولة تتعامل مع الإعلام على أنه رفاهية، وليس جيشًا لازمًا فى معركة فاصلة!
أود الإشارة إلى أننا لم نكن نخوض معركة الكورونا من دون الجيش الأبيض.. ولم نكن نخوض المعركة بلا جيش إعلامى يحمل سلاح التنوير.. وقد ارتفعت معنويات هذا الجيش بإشادة من الرئيس ربما لأول مرة.. فكيف لو كان هذا الجيش فى لياقته وتسليحه وإعداد كوادره وتدريبه؟.. هذا ما أريد التأكيد عليه والإشارة إليه!
ولا أقصد بأى حال توحيد نغمة الإعلام.. وإن كان الإعلام قد قدم نموذجًا وطنيًا فى هذه الحرب الفيروسية، وقدم توجهات وطنية بلا توجيهات ولا تعليمات.. وحافظ على الأمن القومى للبلاد، ودافع عن المصريين فى الداخل والخارج، بلا خطة ولا خريطة ولا تكليفات.. فالإعلام المصرى إعلام وطنى فى الأصل!
وفى الختام، أضم صوتى إلى صوت وزير الإعلام، ليبقى الناس فى بيوتهم حتى تتجنب مصر السيناريو الأسوأ.. لا قدر الله!.