توقيت القاهرة المحلي 07:21:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سترة البنات

  مصر اليوم -

سترة البنات

بقلم : محمد أمين

من أهم الموضوعات التى تؤرق المجتمع كله والأسرة تحديدًا موضوع «سترة البنات».. بعض الناس فى القرى يجهزون العروس بأكثر من تجهيزها فى المدينة حتى لو استدانوا.. ثم نفاجأ بأننا أمام آلاف الغارمات وقد أصبحن فى السجون.. ثم يعيش المجتمع حالة «صعبانية»، وتقوم الجمعيات بسداد قيمة العفش لإطلاق سراح الغارمات من السجون، وتنتهى مشكلة عدة غارمات، ولم تعالج المشكلة حتى الآن من جذورها، عن طريق التنوير وتغيير ثقافة المجتمع!.

الأصل هو إعادة بناء الثقافة المجتمعية، وتعليم الناس أن المغالاة فى المهور تضر الجميع.. وأن كل فتاة تتزوج على قد حالها، فبالتأكيد العريس يأتى وهو يعرف ظروف الفتاة، فلماذا تشترى الفتاة 80 جلابية و40 فوطة وسبعين قميص نوم؟.. ولماذا يتم تجهيز البنت الواحدة بربع مليون جنيه؟.. هل تشترى الأجهزة لخدمة أحفادها؟.. هل يصح أن تشترى العروس ثلاجتين وغسالتين وأربع شاشات تليفزيون.. وهم فى النهاية لا يملكون نصف هذا المبلغ؟.. هل يصح أن تستر الأم ابنتها ثم تذهب إلى السجن؟.. أى عقل هذا؟!.

المُلاحَظ أن الشباب الجامعى يرضى بأقل القليل، ويتزوج بغرفة نوم وأنتريه، وبدون نيش، فى شقة إيجار، بينما الفتاة الريفية تفرش خمس غرف، وتجدد عفش حماتها أيضًا.. ما هذا التبذير، وأى منطق فى هذا كله، مع أن الأسرة لا تملك ربع هذا العفش؟!.. لقد قرأت أن عروسًا من الفلاحين اشترت ملابس تكفى عشر سنوات، مع أن الموضة ممكن تتغير، ومع أن وزنها نفسه بالتأكيد سيتغير بعد الحمل والولادة.. ومعناه أن ما اشترته وهى بنت قد لا يصلح لها وهى زوجة، فماذا تفعل بثمانين جلابية، وماذا تفعل باثنتى عشرة بطانية، وسبعين قميص نوم؟!

هل نحن شعب «مظهرى»، ولماذا يعاير البنات بعضهن ويتعاملن بطريقة المحاكاة؟.. وكيف تقبل البنت دخول عش الزوجية على حساب الأم الغارمة، التى تدخل السجن؟ وكيف تشعر بفرحتها؟.. باختصار، «سترة البنات» ضرورة ولكن ليس على حساب الأم أو الأب بأى حال من الأحوال!

أين رجال الدين وعلماء الاجتماع؟.. هل المجتمع لم يعد يقبل عظات رجال الدين، بعد أن ظهروا وهم يركبون أحدث السيارات ويسكنون أفخم الشقق وأفخر الفيلّات؟.. هل ينبغى أن تتدخل الدولة فى تحديد المهور، ولو بعدم مساعدة الغارمات مرة أخرى؟.. بالتأكيد كل أم عندها أكثر من بنت، وإذا ساعدتها الدولة وأهل الخير مرة، فينبغى ألا تحصل نفس الغارمة على مساعدة أخرى، لكى تتعامل مع بناتها بطريقة عادلة! بالطبع لست ضد مساعدة أهل الخير للفقراء أبدًا.. المساعدة الحقيقية تكون بتقديم التوعية والتثقيف.. حكمة: علِّموهم الصيد ولا تعطوهم السمك.. علِّموا أبناءهم القناعة والرضا. الشباب المتعلم الآن رفع يافطة «لا نيش ولا ستاير ولا سجاد».. ويستمرون فى التجهيز حتى بعد الزواج، ويؤخرون الإنجاب خمسة أعوام.. فقط لأنهم يشعرون بالمسؤولية.. وأخيرًا، هذه القضية ينبغى أن تكون قضية مجتمع، بإعلامه وثقافته وتعليمه وجمعياته!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سترة البنات سترة البنات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon