بقلم : محمد أمين
أرسل لى الصديق العزيز الكاتب الصحفى مؤنس زهيرى مقالًا مطولًا عن مشروع تطوير الريف، ورأيت أن أنقل منه بعض ما كتبه، فقد وصف مشروع تطوير الريف بأنه مشروع العمر، حيث تصل الخدمة فيه إلى المواطن فى مكانه دون أن يسعى إليها.. ورأى أنها معركة جديدة لرفع منسوب الوعى والانتماء فى مصر.. وطالب بإذاعة رسالة مصورة يومية، مضمونها كيف كنا وكيف أصبحنا، بين فقرات البرامج المسائية حيث زيادة نسبة المشاهدة.. حتى نعرف كيف تغير الريف ودخلت الكهرباء وتم رصف الطرق وتم تبطين الترع.. ليس فى إطار فكرة دعائية، ولكن فى إطار كيفية تغيير حياة الناس.. وهو رجل وطنى يحب مصر وزاهد لا يسعى لأى مصلحة ولا يريد!.
وأنا شخصيًا مهموم بهذا المشروع وأدعمه بكل قوة، وكنت كتبت مقالًا بعنوان «حتى تكتمل الصورة» ونشرت آراء معاونة، منها ضرورة محو أمية أبناء كل قرية، عن طريق شبابها المتعلم، وضرورة زيادة معدل النمو وتنمية القرى بزيادة الإنتاج الزراعى والحيوانى.. وتمنيت أن يكون فى كل قرية «مجلس أمناء» ليس للفشخرة والتباهى!.
ويكون تشكيله من أبناء القرية، يعاون جهة الإدارة على غرار مجلس أمناء مدينتى 6 أكتوبر والعاشر من رمضان الذى شكله الوزير حسب الله الكفراوى ليعاون جهاز المدينة، واختارهم من المستثمرين ورجال الأعمال.. الجديد أنه سيتم اختيار هؤلاء من أصحاب الأفكار بجوار أصحاب الأموال.. وقلت إنهم الذين يعرفون احتياجات قريتهم، ويمكن إطلاق أسمائهم على بعض المشروعات التى يمولونها!.
الفكرة أن تكون المسؤولية مشتركة، ونهضة الريف يمكن أن تنطلق من هذا المشروع الكبير الذى يبدل حياة الفقراء إلى حياة كريمة بمعنى الكلمة، بما يعنى أنه «مشروع» العمر، كما وصفه مؤنس زهيرى فعلًا.
وقد شاهدت فيديوهات من مشروع تطوير الريف وسمعت كلام الناس يقولون «حياتنا اتغيرت».. وهو الهدف الأسمى من المشروع.. وأحسست بأن مؤسسة حياة كريمة نفضت الغبار عن البيوت ودهنتها وفرشتها بالأجهزة والأثاث.. والجديد أن الدكتور مجدى يوسف حين أرسل لى مقاله عن «الإسهام العربى فى المعرفة» قد أضاف أيضًا ضرورة تشكيل فريق من الباحثين لكل قرية أو مدينة، يقدم الأفكار لجهاز القرية أو المدينة، وهى فكرة تستحق أن نفرد لها مساحة وأن نستخلصها وحدها ونؤكد عليها.. وأتمنى أن يصدر بها قرار من كل محافظ للإقليم!.
وإن كنت أعلم أن ذلك لن يحدث إلا بتكليف من الرئيس أو رئيس الوزراء.. وهؤلاء هم الذين سيساعدون فى التنمية ويوفرون لها الحماية والرعاية ويحافظون على الإنجاز!.
وأخيرًا هل تفعلها الحكومة وهل لهذه الأفكار قيمة فى بلادنا.. نريد توسيع قاعدة المشاركة من جهة، ونريد أن تكون هناك ثورة إدارية من جهة أخرى.. يطمئن فيها المواطن أنه درجة أولى، يدفع الضرائب ويحصل على الخدمة، دون أن يسعى لها أو يجرى وراءها!.