بقلم : محمد آمين
ماذا تنتظرون؟.. لا تنتظروا حتى تكون مصر مثل إيطاليا أو إسبانيا.. رجال الأعمال فى إيطاليا قالوا نحن نضع أموالنا تحت تصرف الحكومة.. جورجيو أرمانى قال: لن نترك إيطاليا تركع أمام الوباء.. فماذا يفعل رجال الأعمال لصالح مصر فى وباء كورونا؟.. هل يفعلونها على طريقة باشوات مصر قبل 52؟.. أين هذه النوعية التى ساعدت بلدها؟.. عندنا آلاف من المليونيرات يمكن أن يساهموا فى دعم الخدمات الصحية، وإنقاذ المصابين، وتقليل الخسائر البشرية!
الباسبور الأجنبى الذى فى جيبك لا قيمة له.. إنه ورقة تبلها وتشرب ميتها.. أيها السادة هذه بلادكم التى لن تجدوا غيرها، ولن تذهبوا إلى بلاد أجنبية عند البلاء.. لن تجدوا طائرة تطير، ولا أى دولة آمنة.. كونوا مثل أرمانى وبيرلسكونى وبيزوس، وبلومبيرج.. بلاش بيل جيتس، لم يطلب منهم أحد أن يتبرعوا بأى شىء.. هم من تطوعوا بالملايين للرعاية ورصد وعلاج وباء كورونا..
لقد أثريتم من مصر ومن الأراضى المصرية ومن أموال البنوك.. وأخذتم مليارات القروض والشركات وبنيتم العقارات والكومباوندات والمنتجعات على أرض مصر.. وجاء وقت رد الجميل!
لا أريد أن أثير الهلع والفزع، فمصر لم تتعرض لأى شىء بشكل خاص، ولكنها ليست بمنأى عن الخطر.. فالاقتصاد العالمى انضرب والسياحة العالمية انضربت، وعلى مستوى مصر تأثرت السياحة والاقتصاد وتحويلات المصريين فى الخارج ودخل قناة السويس.. وسوف تتأثر الميزانية إلى حد كبير، وهذه لحظة تاريخية كى يجلس الجميع من علماء ورجال أعمال ليتدارسوا ماذا يمكن أن يقدموا لمصر؟.. ليس بالمال فقط ولكن بالأفكار أيضًا.. لا تنتظروا حتى يطلب الرئيس.. الناس فى الخارج لم ينتظروا استغاثات الحكومات ولكنهم سارعوا لمساعدة شعوبهم وحكوماتهم بكل شىء.. وهناك من فتح الفنادق لعلاج المصابين!
اصنعوا مستشفيات طوارئ بأسمائكم.. هذه فرصة ذهبية لكى يظهر فيكم طلعت حرب وعبود باشا وغيرهما!
وفارق كبير بين الذين باعوا أملاكهم ليصنعوا شيئًا للوطن، والذين أخذوا من الوطن، وأصبحت عندهم إقطاعيات أكبر من زمن الإقطاع نفسه.. لا أريد أن أُعدّد الأسماء.. ولست فى حاجة لأقول كيف كانوا وكيف أصبحوا؟.. فنحن لا نقصد الإساءة لأحد.. إنما نقصد أن ينتبه الجميع إلى أن الباسبور الأجنبى لا قيمة له بعد إغلاق الحدود!
فماذا تنتظرون؟.. هل تنتظرون حتى يصيبنا ما أصاب إيطاليا وإسبانيا لا قدّر الله؟!، إن الشعوب تسجل كل ما يقدمه أبناؤها وقت المحن.. فالشعوب تُفرز وتعرف الوطنيين من الانتهازيين.
الأزمة غير مسبوقة فعلًا.. ترامب نفسه فرض على شركات عالمية صناعة وسائل الوقاية الصحية وأجهزة التنفس طبقًا لقانون الطوارئ.. وعلى الفور غيّرت الشركات من نشاطها، كما غيّرت شركات العطور العالمية من نشاطها وأنتجت مواد التطهير والتعقيم!..
فلا تنتظروا حتى يغرق المركب، فلن يهرب أحد هذه المرة بباسبوره الأجنبى.. هيروح فين؟!.