بقلم -محمد أمين
ما البرنامج الذى تشاهده حالياً؟.. هل هناك ما تشاهده فعلاً، أم أنك اشتريت دماغك؟.. هل تراجعت نسب المشاهدة لصالح فضائيات تُبثّ من الخارج، أم أنه لم تعد هناك مشاهدة أصلاً؟.. أين بحوث الإعلام؟.. أين المذيعون الكبار؟.. هل يقضون الإجازة الصيفية، أم تم إبعادهم من المشهد؟.. مَن الذى يعبث فى مجال الإعلام فيشترى ويبيع فيه كأنه صاحب العزبة؟!.
فلا تسأل عن أى مذيع إلا وتجده فى إجازة.. ولا تتكلم مع أحد إلا وهو مكتئب.. أصبح الإعلاميون فى حالة اكتئاب.. تغيرت الملكيات فى عدة شهور أكثر من مرة.. من شركة إلى شركة.. وتغير المحتوى سلبياً وتراجع التأثير.. وتحكم فى الإعلام مَن لا يفهم فيه.. ألا يضر ذلك مصر؟!.
فالإعلام ليس للترفيه فقط.. والإعلام الوطنى أكبر مما يحدث فى الفضائيات والإذاعات الآن.. واستمع أيضاً لأى برنامج إذاعى ستندهش.. هل التفاهة مقصودة لذاتها؟.. فما القيمة التى يتعلمونها من أى برنامج؟.. وهل هناك رؤية لا نفهمها مثلاً؟.. ألا توجد مخاوف من هذا العبث؟.. ماذا يحدث حين تحتاج الدولة للإعلام الوطنى؟.. وكيف «نبنى الإنسان» بلا إعلام؟!.
بدون لف ودوران، هل تعرف مَن يملكون قناة الحياة الآن؟.. هل تعرف مَن يملكون العاصمة وسى بى سى والمحور والنهار؟.. هل تعرف ماذا حدث لبرنامج «مصر النهارده» بعد أن صرفت عليه الدولة.. هل انتهت إجازة «خيرى» ورشا نبيل، أم أنها إجازة طويلة؟.. كيف يمكن لأى مذيع حر أن يعمل فى هذا المناخ؟.. وكيف يكون مبدعاً؟!.
فما معنى أن تسقط الفضائيات كلها دفعة واحدة؟.. هل كان ينخر فيها السوس مثلاً؟.. هل كانت صناعة كرتونية هشة، لا أصل لها؟.. كيف حدث كل هذا فجأة؟.. مَن الجناة على إعلام مصر؟.. لماذا أصبح الإعلاميون فى الشارع بلا مرتبات منذ شهور، لدرجة أن أحد كبار المنتجين يقول: «الحقنا يا محسن بيه»؟.. فما مصير الإعلام والإعلاميين فى مصر؟!.
ومَن الذى استحوذ الآن على الفضائيات؟.. كيف اختفى «أبوهشيمة».. كيف حدث ذلك فى شهور؟.. وكيف ظهر أسامة الشيخ ثم اختفى ثم ظهر؟.. مَن وراء ذلك بالضبط؟.. هل المقصود ألا
يكون هناك نجوم، مع أنها مهنة نجوم؟.. هل الهدف هو الإحلال والتجديد فى ذاته؟!.
فلماذا خلقنا حالة الاكتئاب فى الوسط الإعلامى؟.. إيه المصلحة أساساً؟.. أليست مصر فى حاجة إلى قوة ناعمة، تحمى سمعتها، وتجدد صورتها؟.. أليس الإعلام قضية أمن قومى؟!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع