بقلم - محمد أمين
حدثنى أحد الوزراء عن انتخابات الوفد.. وهو بالمناسبة ليس من وزراء حكومة الدكتور مصطفى مدبولى.. أولاً لأنه لا يوجد وزير سياسى فى الحكومة.. وثانياً لا يوجد وزير مهتم بما يجرى فى الوفد من انتخابات.. وكأن الكلام فى السياسة ممنوع أو محظور بقرار، لا نعرف مصدره.. أبدى الوزير السابق ملاحظة مثيرة عن مقاطعة الفضائيات لانتخابات الهيئة العليا!.
وقلت للوزير السياسى: ملاحظتك فى محلها للأسف الشديد.. أولاً لأن البعض يتصور خطأ أن انتخابات الوفد تخص الوفديين فقط.. وثانياً لأن البعض الآخر يتصور خطأ أيضاً أن الاحتفال بمئوية الوفد شأن وفدى صرف.. وهؤلاء لا يعرفون أن الوفد جزء من تاريخ مصر.. ولا يعرفون أيضاً أنه شأن مصرى قبل أن يكون شأناً وفدياً، فقد خرج من «رحم الأمة» كلها!.
وكنت دعوتُ، من هذا المكان، حكومة الدكتور مدبولى أن تكون حاضرة فى احتفالات مئوية الوفد.. ودعوتها أن تطلب معرفة إجراءات الاحتفال، ولا تتركه للوفديين فقط.. ولابد أن يلقى رئيس الوزراء كلمة بهذه المناسبة التاريخية.. فلا يمكن أن تقوم بتسويق مصر سياسياً دون أن تقول إننا عندنا أحزاب قبل أن تكون هناك أحزاب فى أوروبا، وإن الوفد واحد منها!.
ولاحظت أيضاً أن الصحف تعاملت مع الانتخابات كرقم.. كم دخل الانتخابات؟.. وكم فاز؟.. كم نسبة الحضور؟.. كم صوتاً باطلاً؟.. كم عدد الأصوات الصحيحة؟.. وهكذا بدت الانتخابات كأنها أى حاجة.. مع أنه كان من الممكن أن تحرك «المياه الراكدة» فى الوسط السياسى.. وكان بإمكانها أن تفتح الباب للتحليل وحدود الدور الذى يمكن أن يلعبه «الوفد» مستقبلاً!.
ويؤسفنى أننا لم نتعامل مع انتخابات الوفد مثل انتخابات أى ناد درجة ثانية.. نحن نهتم بالكرة ولا نهتم بالثقافة والسياسة.. ننشر الأخبار السريعة فقط.. وننشر أرقام الذين خاضوا الانتخابات والذين فازوا.. فلا نحلل أى شىء.. مع أنها كانت حدثاً كبيراً يمكن استثماره.. فهل كانت هناك تعليمات بعدم التوسع فى نشر أخبار الانتخابات، وما المقصود من عدم النشر؟!.
استثمروا وجود الوفد على «خريطة العمل السياسى».. فهو حزب مكتمل الأدوات، وعنده تاريخ عريق وعنده قيادات وطنية، وعنده مقار فى المحافظات والمراكز والقرى.. يمكن أن يؤدى دوراً لصالح الوطن.. ويمكن أن يكون وسيلة تنوير حقيقية.. ويمكن أن نلعب بهذه الورقة سياسياً، إذا كان عندنا «تسويق سياسى».. أم أنتم خائفون من الأعداد التى ملأت منطقة الدقى؟!.
وأخيراً، أخشى أن يذهب كلامى هدراً، فلا يهنئ مدبولى رئيس الوفد، بهاء أبوشقة، بالانتخابات، ولا يحضر مئوية الوفد باعتبارها شأناً وفدياً خالصاً.. هذا تاريخ مصر لمن لا يعلم.. اهتموا بانتخابات الوفد كما تهتمون بانتخابات الأندية.. والعبوا سياسة.. ربما تكون حلاً لمشكلات كثيرة!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع