بقلم - محمد أمين
لا أثر لصفافير ولا لمزامير الإخوان في حادث محطة مصر.. ولا أثر لأى مواد متفجرة، كما جاء في بيان النائب العام.. إذن هو الإهمال الذي اعترف به سائق الجرار، وقال إن «ثمنه جزاء يوم وبس»!.. والإهمال ليس أقل خطراً من الإرهاب، لكنه أرحم، وإن كان البعض قد تمنى أن يكون ما حدث إرهاباً، يمكن التعامل معه، لا إهمال يطعن في قدرة الدولة المصرية!.
وقد سألنى أصدقاء على عشاء: تفتكر الحادث ده إرهاب أم إهمال؟.. قلت: أتمنى ألا يكون إرهاباً.. فلم يكن عندى تفسير لحجم النيران التي اندفعت تحرق الناس أحياء، إلا أن تكون مواد متفجرة.. فطالما رأينا حوادث وتصادمات، ولم يسفر عنها حريق بهذا الحجم، لكن تقرير الأدلة الجنائية أكد أن القاطرة كانت سرعتها 120 كم، وهنا كانت الكارثة المروعة!.
البعض حاول أن يقول إن ما حدث بتخطيط «إخوانى» وتمويل أجنبى، وإن صفافير معتز مطر كانت مؤشراً.. وكانت التوقعات تشير إلى أن الحادثة مدبرة.. إلا أن الأجهزة الأمنية قالت كلمتها، وقالت النيابة العامة أيضاً كلمتها، بكل «استقلال»، بعيداً عن الصفافير والمزامير.. فريق من الزملاء قال بل هو الإهمال بلا شك.. وكان يرى أن الإرهاب «أقل خطراً» من «الإهمال»!.
ولا أدعى العلم والمعرفة بالأمور الفنية، وقلت منذ أول يوم إننى سوف «أنتظر» تقرير الجهات المختصة وبيان النائب العام.. والآن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.. فليس من مصلحتنا أن نقول إنه إرهاب.. وكان بإمكان الحكومة أن «تخترع» أنه إرهاب، وكان بإمكانها أن تساير كلام الناس، ولكن كيف تعطى الإخوان «قدرة» لا تنبغى لهم على الإطلاق؟!.
فقد رأيت في وجوه الحاضرين «حالة غضب».. فهناك من رأى أنه إهمال يضرب الدولة، ويجب أن تكون له وقفة، لا تقل عن الحرب على الإرهاب.. ثم تحدث البعض عن تأهيل العنصر البشرى وضرورة تدريبه، قبل تسليمه قاطرة ثمنها 100 مليون جنيه.. وطالب آخرون بتوقيع كشف المخدرات على سائقى السكة الحديد، والتى وصفها البعض بالسكة «الحشيش» للأسف!.
وحين تقرأ بيان النيابة العامة سوف تعرف أن «فريق التحقيق» لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتناولها بالبحث والتحليل، كما أنه تم استدعاء 38 من مسؤولى الهيئة في كل القطاعات، ومنها الصيانة والأمن الصناعى والكاميرات والرقابة على التشغيل والحماية المدنية.. وتبين أن الأمر سببه «الإهمال» وليس الإرهاب، وهو يؤكد أن النيابة لا تتأثر بالرأى العام!.
وباختصار، فالإرهاب والإهمال وجهان لعملة واحدة.. ولكننى لا أخفى شعورى بالراحة «المؤقتة» أنه لم يكن إرهاباً، وإنما سببه أن الخزان كان يمتلئ بستة آلاف لتر سولار!.. وأشهد أن النيابة تتعامل باحترافية شديدة، ولا تتأثر بأى كلام عن «الصفافير».. وكانت طلقة فشنك!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع