توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصلحة والحقيقة!

  مصر اليوم -

المصلحة والحقيقة

بقلم-محمد أمين

لم يكن الذين اهتموا بمصير جمال خاشقجى، يعرفون نطق الاسم على وجه صحيح.. ولم يكن الذين يطلبون الحقيقة أولاً يعرفون تفاصيلها.. إنما كان ذلك لأن الخبر أصبح رقم واحد فى كل فضائيات العالم.. تحليلاً وتفسيراً.. أو انتقاماً على طريقة قطر.. وكانت الأخيرة تريد هدم النظام السعودى.. وهنا كان موقف مصر من الأزمة.. ليس انحيازاً للمصلحة ولكن للدولة!.

والانحياز للدولة السعودية ليس انحيازاً لملك أو أمير، وإنما لنظام إقليمى قد ينهار فجأة، إذا ما تعرض النظام السعودى لأى خطر.. هكذا نظرنا للأمر كله.. فلم يكن من الممكن أن نتجاهل القضية، لأننا لا نريد الانحياز هنا أو هناك.. ولماذا ننحاز أصلاً؟.. ولماذا لا ننحاز أيضاً؟.. وأخيراً اعترفت المملكة، وصدر بيان ملكى بمحاكمة المتورطين فى القضية، بعد تحقيقات النائب العام!.

إذن هذا هو القرار الرسمى، وهو يتسق مع قناعاتنا منذ أول لحظة.. وهذه هى الإجراءات التى اتخذتها المملكة.. وإلى هنا انتهى الأمر.. ليس لأن موقفنا داعم للمملكة، وليس لأننا نفهم أسباب الاستهداف.. وهو ابتزاز المملكة وتركيعها، وإحداث تغييرات فى منظومة الحكم.. ومن هنا كان الانحياز للدولة.. وهى نفسها التى وقفت إلى جوارنا عقب ثورة 30 يونيو!.

وإذا كانت أمريكا، بجلالة قدرها، تنحاز للقرار السعودى، وتثمنه وتكتفى بمتابعة التحقيقات، وإذا كانت روسيا ترى أن الأزمة «صناعة» دول تملك المحطات والصحف والأموال، فى إشارة لقطر.. فهل كانت مصر ترى أن القضية «مدبرة»؟.. وهل كنا هنا نتهم النظام السعودى بالقتل، مع أن الذين قتلوه هم الآن محل تحقيق؟.. فمصر كانت تعرف أن السعودية «مستهدفة»!.

فالبيان الذى أصدرته وزارة الخارجية بيان كاف.. إذا كنا نبحث عن حق خاشقجى فهذه هى التحقيقات الأولية تنصفه.. وإذا كنا نبحث عن الجناة فقد حددهم البيان الملكى وعدهم عداً.. أحال بعضهم للتقاعد، وسيجرى التحقيق مع الآخرين.. لأن القتل من الممكن أن يحدث خطأ.. ولكن إخفاء الجثة لم يكن خطأ.. هكذا يقولون، وهكذا سيكون كل شىء موضع تحقيق عاجل!.

وبالتأكيد فإن الوصول إلى الحقيقة هو الأهم.. فلا ينبغى توزيع التهم عشوائياً.. من القاتل؟.. وكيف تمت عملية القتل؟.. وقد حدث كل هذا بهدوء شديد.. سواء كان تحت تأثير الرأى العام، أو لأن المملكة كانت تتخذ إجراءاتها فعلاً.. وهى خطوة تبرهن على حرص المملكة على الوصول للحقيقة وتطبيق العدالة.. هذه هى الحكاية باختصار لمن يريد الحقيقة فقط!.

وبعد، فإن هذه القضية تفضح «ابتزاز المملكة».. وقد كشف كل طرف عن نيته، والزاوية التى يقف فيها.. المصلحة أم الحقيقة؟.. وإذا كنت مع المصلحة فأنت مع السعودية.. وإذا كنت مع الحقيقة فأنت أيضاً مع السعودية، حتى تأخذ حق جمال خاشقجى، رحمه الله!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصلحة والحقيقة المصلحة والحقيقة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon