بقلم-محمد أمين
لو كنت معنياً بصوت مصر وصورتها، كان عليك أن تذهب إلى قمة «صوت مصر».. ولو كنت ممن يؤمنون بالأفكار الخلاقة، كان عليك أن تكون أول من يحضر وآخر من يغادر.. ولو كنت من المعنيين بأمر البلاد عليك أن تأخذ خلاصة خبرة صُناع السياسات لتطبيقها فوراً.. نحن فى حاجة إلى تغيير «صورة مصر».. ونحن فى حاجة إلى قمة فريدة من هذا النوع كل عام!.
وهذه تحية واجبة لدولة رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى، لتقديم الرعاية لهذه القمة.. فهى ليست «قمة لمياء كامل»، ولا هى قمة تبحث عن عائدات مادية، وإنما هى قمة تتصارع فيها أفكار السياسيين وأصحاب الأعمال والوزراء لصالح الوطن.. وبالمناسبة فالذين يقيّمون الصورة هم الخبراء بالضرورة.. وقد نجحت القمة فى إعادة طرح السؤال: أين نحن؟!.
فلم يتحدث فى القمة خبراء محليون فقط.. وإنما تحدث خبراء من ذوى الصفة الدولية.. وكان الهدف تقديم رؤى استراتيجية للنهوض بمصر، والاطلاع على الأفكار المبتكرة والخلاقة أيضاً.. السؤال: أين نحن؟.. كيف يرانا العالم؟.. هل يمكن أن تتغير صورة مصر بالعلاقات العامة فقط، أم تتغير بالإنجازات أولاً فى مجال الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية؟!.
ولا ينكر أحد أن مصر تحركت فى الفترة الأخيرة على مستويات مختلفة.. ولا ينكر أحد حجم الإنجازات التى حدثت على أرض مصر.. مع ذلك نحتاج إلى شغل كثير لتحسين «صورة مصر».. ويحدث ذلك بإعلام حر.. كما يحدث بديمقراطية وشراكة مجتمعية، وحركة حزبية نشطة.. الإنجازات مهمة والحريات أهم.. والأخيرة هى التى تقدم «صورة جيدة» عنا للخارج!.
فالصورة الذهنية للدول تنهار فجأة أمام أى حادث من حوادث الحريات وحقوق الإنسان.. واقعة مقتل خاشقجى مثلاً تتطلب عملاً ضخماً لإعادة بناء صورة الدولة.. قد تحتاج إلى سنوات، حتى ينسى المجتمع الدولى.. ربما كان اعتراف السعودية بالواقعة أمراً جيداً.. لكنها سوف تحتاج إلى جهد ضخم لكى تعيد بناء الصورة.. الإعلام «وحده» لا يصنعها أبداً!.
فقد احتاجت مصر إلى ثلاث سنوات لتثبت أنها آمنة بعد سقوط طائرة روسيا فى شرم الشيخ.. كما احتاجت إلى عمل كبير لإثبات أن الإرهاب بلا دين ولا ضمير.. وأن الإجراءات الأمنية فى المطارات لا تقل عن أى إجراءات دولية أبداً.. هنا قد ينسى الرأى العام العالمى.. قد يعرف أنها عملية مدبرة.. رسم الصورة الذهنية ليس بالكلام فقط، وليس بالدعاية «الفجة»!.
أعتقد أن لمياء كامل لم تهبط على «القمة» من فراغ.. فقد شاركت فى حملات رئاسية وصناعة نجوم.. والآن تشارك فى صناعة «صورة الدولة».. وتحشد لها «شركاء» فى الداخل والخارج.. الآن استفيدوا من توصيات «قمة مصر».. وهذه دعوة لمن يملكون صناعة القرار.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع