توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوكمة لا تحكم!

  مصر اليوم -

حوكمة لا تحكم

بقلم:محمد أمين

لا يمكن إصلاح اقتصاد وطن، إلا عن طريق جهاز مصرفى مستقل.. ولكن لا يمكن إصلاح الجهاز المصرفى، إلا بإصلاح قانون البنك المركزى، باعتباره «أبوالبنوك».. هذه حقيقة ينبغى التسليم بها ابتداء.. إذن نحن فى حاجة إلى قانون يسمح بالاستقلال، ويطبق قواعد الحوكمة، ويسمح بالتدخل المبكر لمنع حدوث أزمات مصرفية.. القصة هى «حوكمة» لا «تحكم»!.

ويستطيع الجهاز المصرفى أن يغير ثقافة شعب.. ويستطيع أيضًا أن يتفاعل مع العصر دون خوف.. فمثلًا كانت البنوك تموّل «المصانع» فقط، والآن عليها تمويل «الأفكار الإبداعية».. فهى التى تصنع اقتصاد الأمم حاليًا.. ففى الخارج يموّلون الفكرة ويخلقون الفرصة ويقدمون الدراسات.. وعندنا نموّل المشروعات بعد شراء الأرض واستيفاء جميع التراخيص!.

ولا أريد الإشارة إلى أزمة تركيا بسبب تدخلات رجب أردوجان، فهناك فرق بين الاستقلال والسيطرة.. المهم الآن أن البنوك بدأت التعاون مع جامعات كبرى لتمويل الأفكار.. ومعناه أن أصحاب الأفكار لن ينتظروا طويلًا مَن يلقى لهم «الفتات»، إذا كانت أفكارًا ملهمة.. وأفهم من ذلك أن المبدعين لن «يهربوا» إلى الخارج بعد أن أصبح لدينا «إدارة كاملة» للبحث والإبداع!.

وقد سعدتُ أننى كنت ضمن مجموعة محدودة من الكتّاب فى زيارة للبنك المركزى.. استعرض طارق عامر ومعاونوه أهداف مشروع القانون الجديد.. وأهم نقطة يمكن التركيز عليها أن القانون ليس فيه أى تمثيل حكومى.. وهذا هو الاستقلال المقصود.. وسيكون هناك مجلس تنسيقى طبعًا.. وهى خطوة مهمة فى مشوار الحوكمة.. و«مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة»!.

وهناك عدة مسارات «تحكم» قرارات البنك المركزى.. أولها: الشغل المؤسَّسى وصناعة القيادات.. ثانيها: الحفاظ على الودائع.. ثالثها: تشجيع الاستثمار، والانتقال للعملاء وليس انتظارهم فى البنك.. رابعها: توسيع رقعة تمويل المشروعات الصغيرة مقارنة بالمشروعات الكبرى، بدلاً من 20%، لتكون 50%.. الهدف هو خلق بيئة صناعية، وليس «بيئة استهلاكية»!.

وتبقى عدة نقاط أساسية لا يمكن تجاهلها أبدًا، وأهمها تعزيز مبدأ الشفافية والإصلاح، والعمل على منع تضارب المصالح، وأخيرًا تعزيز مبدأ سرية الحسابات.. ويمكن أن تبدأ بأى واحدة منها، لكن كل واحدة لا تقل أهمية عن الأخرى إطلاقًا.. وربما تأخر القانون، لكنه احتاج فترة طويلة لإعداده، وكان الهدف منه حماية الثروة ومنع الاحتكار وحماية حقوق العملاء!.

وأخيراً، هذه مجرد نبذة عن مشروع كبير يجرى الانتهاء منه الآن، سيُعرض أولًا على الحكومة والبرلمان، وسيصدره الرئيس.. أيقنت أن العمل فى البنوك أكثر انضباطًا من أى قطاع حكومى، ويشبه الخدمة فى القوات المسلحة.. ربما يختلف فى صناعة القرار لأنه لا يعرف «تمام يا فندم»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوكمة لا تحكم حوكمة لا تحكم



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon