بقلم - محمد أمين
ينبغى أن نعترف بأن الطريقة التى يتكلم بها الرئيس السيسى فى المحافل الدولية تتميز بالصراحة والشياكة فى وقت واحد.. وينبغى أن نؤمن بأننا لا نأخذ فقط، وإنما نعطى أيضاً.. وقد نعطى فى أحوال كثيرة أكثر مما نأخذ.. وهذه مسألة واضحة فى علاقتنا مع موسكو.. فقد أخذوا الضبعة بما يعادل عائدات السياحة فى عامين، ولم تحصل شرم الشيخ على شىء حتى الآن!
وإذا كانت مصر شريكاً رئيسياً لموسكو فى الشرق الأوسط وأفريقيا، كما قال رئيس الوزراء ميدفيدف، فأرجو ألا يكون فهمه للشريك فى إطار أنه يعطى ولا يأخذ.. كما أتمنى ألا يكون الشريك الرئيسى بالنسبة لهم هو الوكيل الذى يجمع «الغلة» لشريكه، ويقوم بتوريدها.. مصر أكبر من هذا طبعاً.. لكن ما معنى الشريك الرئيسى إن لم يكن هذا المعنى بصورة من الصور؟!
فهناك قضايا يمكن مناقشتها مرة أخرى مع الجانب الروسى.. أولاها: لماذا لم تعد الطائرات حتى الآن للمدن المصرية؟.. أليست هذه واحدة من القضايا الملحة جداً بالنسبة لنا؟.. فما هى القضايا ذات الاهتمام المشترك على جدول أعمال قمة (السيسى- بوتين)؟.. ربما أشار السيسى بهدوء إلى عودة الطيران بين مدن البلدين.. فهل كان ذلك «طلباً» أم «خبراً» من الأخبار؟!
لقد قال الرئيس إن الجهود «المصرية- الروسية» تُوّجت بالنجاح فى استئناف حركة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، عقب زيارة الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، لمصر فى ديسمبر عام 2017، وأكد ثقته فى عودة الطيران بين مدن البلدين الأخرى قريبًا.. فهكذا يذكرهم الرئيس.. ولو أنه طلب عدة مطالب قبل السفر، لكان قد استجيب إليها، لكنه لم يفعل!
إننا ونحن نحتفل بمرور 75 عاماً على العلاقات «المصرية- الروسية»، نود أن نشير إلى أن تميز العلاقات الثنائية ليس بالكلام، كما أن «الخصوصية» ليست نوعاً من الرومانسية.. فقد قدم الروس مساعدات فى بناء السد العالى.. كما ساعدوا فى استعادة الأراضى المحتلة بعد 67، وساعدوا أيضاً فى دعم الدولة عقب ثورة 30 يونيو.. فهل جاء الوقت لكى «يحصد» الروس؟!
فلا يكفى أن يكون طلب الرئيس بعودة الطيران من خلال «إشارة عابرة».. نعم بالتأكيد سيتم تدوينها ورفعها للرئيس بوتين.. ولكن لا غضاضة أن يتحدث الرئيس عن «دبلوماسية المصالح».. ولا غضاضة أن يشير إلى «الضبعة».. ولا ينبغى أن يعود الرئيس إلا وفى يده قرار حاسم.. إما أن يكون بمناسبة الزيارة، وإما أن يكون بمناسبة «العيد الماسى» للعلاقات الثنائية!
باختصار.. أنتظر أن يكرر الرئيس مطالبه فى لقاء القمة بعودة «الطيران».. وأنتظر منه أن يكون أكثر حسماً.. فالكلام عن المصالح ليس فيه أى إهانة.. والكلام عن المصالح يحافظ على العلاقات ولا يضرها أبداً.. ذكروا الروس بالضبعة.. وذكروهم فى المقابل بالغردقة وشرم الشيخ!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع